فقط في جزيرة تاروت
من العادات التي ينفرد بها أهالي جزيرة تاروت عن غيرهم هي عادة توزيع السمك في مناسبة الخطبة.
يتقدم الولد لخطبة البنت، وإذا تم الرد بنعم يأتي الخاطب مع أهله وعزوته من أب وإخوان وخيلان وأعمام ويتم الاتفاق على المهر والسكن وباقي التفاصيل. هنا يقولون بيت فلان وبيت فلان «اتسو»، يعني اتفقوا.
بعدها مباشرة يجلب المعرس السمك لعائلة العروس ونوعية السمك وكميته تكون على حسب إمكانية الزوج، وعلى حسب موسم السمك والمتوفر في السوق أيضا. يعني مَنْ واحد أو مَنّين ”صافي“ أو ”قرقفان“، وعادة ما يستخدم السمك الصغير لسهولة التوزيع.
كانت النساء من عائلة المعرس تتكفل بمهمة توصيل السمك لبيت العروس، فتحمل السمك في صواني أو قفف، وهي تمشي من بيت المعرس إلى بيت العروس، وهم يغنون ويدقون على الصحون. ومن الأهازيج القديمة «جابوا الصواني أبو ارباطعش عشرة ولا ناقصة واحدة» ولما يصلون بيت العروس يغنون «وقفونا على الباب بيت المعاريس... وقفونا على الباب... فكرونا احنا طلاب بيت المعاريس.. فكرونا احنا طلاب».. «وشايف خير يستاهلها» والكل يزغرد «يجبب» النساء قريبات المعرس والنساء قريبات العروس والجيران.
ثم تتشارك قريبات العروس في تقسيم السمك في أكياس إلى حبتين أو 4 أو 6 حبات على حسب حجم العائلة ثم توزع على أهل العروس من خالات وعمات وجيران ومعارف.. يدقون الباب ويقولون: ”شحوالكم تفضلوا سمج تغريد انخطبت والبارحة «اتسو»“.. يردوا ”على البركة على من؟“، ”على حسين ولد خالتها“. وهكذا ينتشر خبر خطوبة البنت.
وهذه العادة استمرت لعقود لاعتقاد أهالي تاروت أن تقديم الحوت «يعني السمج» فال زين للمعاريس، ويجلب الخير والحظ الطيب. وقد ترجع هذه العادة إلى كون حرفة صيد السمك هي السائدة في هذه الجزيرة الجميلة. للأسف بدأت هذه العادة تندثر تدريجيا إلا القليل المتمسكين بها. جزيرة جميلة وناس طيبين وعادات حلوه.
أني وزعوا سمج في خطبتي. وانتون؟