المعادلة الرياضية الجديدة
قبل أكثر من خمسة عشر عاماً كنا في زيارة إلى بلجيكا - بروكسل Belgium ومن ذاك الوقت لم أستطع نسيان هذا المنظر الرائع، حديقة جميلة تدعى ”Royal Park of Brussels“ حديقة خارجية مفتوحة للعامة، مطلة على أسوار القصر الملكي. فهي تقع بالقرب من أهم المعالم السياحية في بروكسل مثل كنيسة ”St- Jacques-sur-Coudenberg“ والمتاحف الملكية للفنون الجميلة ومتحف الآلات الموسيقية. يستطيع أي شخص استئجار دراجة هوائية والاستمتاع بجولة في الحديقة الخضراء.
منذ وقت مبكر، تميزت مملكة البحرين الشقيقة بتأسيس أهم الأحداث الرياضية، مثل ”حلبة البحرين الدولية - The Bahrain International Circuit“ وهي مكان لرياضة السيارات، يبلغ طوله 5,4 كم حيث افتتح بعام 2004 مما جعل التاريخ أول سباق جائزة كبرى للفورمولا 1 يقام في الشرق الأوسط.
ومع مرور السنوات، أصبح أي شخص منا يلاحظ وبشكل غير محدود الأنشطة الرياضية الخارجية وبالمجمعات التجارية مثل صالات التزلج وغيرها. فهناك تسابق سريع في تطوير الرياضات وغيرها من عناصر جذب بين دول مجلس التعاون وبعض الدول العربية. فعلى سبيل المثال لا الحصرJBR - Jumeirah Beach Residence في الإمارات العربية المتحدة، بوليفارد رياض سيتي الذي يمتاز بممشى بطول 3 كلم، ومشروع يدعى ”مروج“ بدولة الكويت: بالإضافة إلى المحلات التقليدية من ”مقاهي ومطاعم ومناطق للعب في الهواء الطلق وحديقة حيوانات“ فقد جمع أيضاً صالة رياضية محاطة بملعب جولف من 18 حفرة ومضمار للفروسية. والعديد العديد من المشاريع التي تكون عناصر ومفاهيم جذب جديدة للبيئة الرياضية.
ومن عالم اليابسة ننتقل إلى المحيطات، بدأ سباق القوارب لأول مرة في هولندا قبل أن يتم تقديمه إلى إنجلترا وأمريكا في القرن السابع عشر. ومنذ ذلك الحين، نظمت نوادي اليخوت والمؤسسات البحرية جميع أنواع المسابقات للأغراض الاجتماعية والترفيهية.
ومن أهم 5 سباقات بحرية عالمية:
1. Cowes Week
يعتبر من أقدم وأكبر سباقات القوارب الشراعية السنوية من نوعها في العالم، وهو سمة في التقويم البريطاني، يشارك فيه 8,000 متنافس من أبطال العالم المحترفين إلى الهواة.
2. Volvo Ocean Race - Formally known ”Whitbread Round the World“
يقام كل ثلاث سنوات منذ عام 1973، ويبدأ من أوروبا في أكتوبر، ويعرف بأنه الحدث الاحترافي الأطول والأكثر تحدياً في جميع أنحاء العالم حيث تبلغ مدته تسعة أشهر تقريباً. يواجه المنافسون ظروفاً جوية قوية.
3. America’s Cup
تعد من أقدم فعاليات سباقات المراكب الشراعية الدولية، حيث يعود تاريخها إلى عام 1851 وتجذب سمعتها المرموقة كبار البحارة المحترفين ومصممي اليخوت وأغلبية رجال الأعمال والرعاة الأثرياء. لا تركز المسابقة على مهارات الإبحار فحسب، بل تركز أيضاً على تصميم الشراع.
4. The Vendee Globe
تمت تسميتها على اسم مقاطعة Vendée بفرنسا، حيث يبدأ السباق وينتهي هناك. إنه سباق فردي متواصل حول العالم، ويُعرف على نطاق واسع بأنه أحد الأحداث الرياضية الأكثر تحدياً. ومدته أكثر من ثلاثة أشهر ويقام كل أربع سنوات. تضع البحارة تحت قدر كبير من الضغط وتختبر قدرتهم على التعامل مع العناصر الفنية المختلفة خلال اللحظات الصعبة.
5. Barcolana
هي واحدة من أكبر وأشهر سباقات القوارب في البحر الأبيض المتوسط. كان أول سباق لها في عام 1969 ويقام كل عام في خليج تريست Gulf of Triest بإيطاليا. يجذب السباق آلاف المشاركين مع ما يقرب من 25,000 بحار و 250,000 متفرج، يمكنهم الاستمتاع بالسباق من الكثير من المدرجات في تريست Gulf of Triest. يتم تقسيم القوارب المشاركة إلى عدة فئات حسب طلب التوريد الخاص بها. تسمح المسابقة للبحارة الذين تزيد أعمارهم عن ثماني سنوات بالمشاركة، بما في ذلك راكبو الأمواج بالطائرة الورقية والمتزلجين شراعياً.
وبعد معرفة أهم سباقات القوارب بالعالم، إنه من دواعي سروري أن أطرح مبادرة متواضعة من نوعها لدراسة أبعاد كل حالة من هذه السباقات في المناخ المحلي: فعلى سبيل المثال The Avenues Mall - Kingdom of Bahrain مجمع الأفنيوز بمملكة البحرين يمتلك بيئة خصبة للدراسة وتحليل الاستبيانات من المتسوقين والسكان المحليين. ومن المهم جداً، الاستفادة من تجارب وتبادل الخبرات الحديثة مع الدول المحيطة، مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
استضافت مدينة جدة على مياه البحر الأحمر نهاية عام 2023، السباق التمهيدي الثاني لبطولة كأس أمريكا السابع والثلاثون، إحدى أقدم وأشهر الجوائز في مسابقة اليخوت الشراعية الدولية.
أعتقد نستطيع عمل دراسة مبدئية طويلة الأمد عن التأثيرات بتوفير ألعاب مائية على البحر المحايد للمجمع مباشرة، بحيث تكون في بداية الأمر أجهزة تعتمد من الدرجة الأولى على النشاط البدني مثل الدرجات المائية والسفن الشراعية والتجديف وغيرها من نشاطات بدنية. قد يسأل البعض، ويقول إنها فكرة تقليدية واضحة المعالم مسبقاً.
هذه الدراسة المعمقة التي يشارك بها مجموعات متعددة، سوف تخلق قاعدة بيانات لتعرف على المواهب المستقبلية وإمكانية خلق معاهد للتعليم والصناعة في المستقبل.
ومن ثم نستطيع تحديد المتطلبات وإمكانية التفكير والانتقال من السباقات الإقليمية إلى العالمية عن طريق جسر الملك فهد، من الجميل والرائع جداً أن يشارك المجتمع المحلي السباقات بكثافة، ويشاهد رواد الجسر بالمستقبل سباقات شراعية وغيرها بفصل الشتاء.
وهذا لا ينطبق فقط على المجمعات التجارية فقط، في المستقبل هناك إمكانية رؤية مؤسسات تعليمية، مستشفيات، مجمعات سكنية... إلخ، تقع بالقرب من ملاعب كرة القدم، السلة، الطائرة، التنس... «سواء ملاعب مفتوح أو مغلقة» أو ممشى أخضر أو بحر وبحيرة اصطناعية... الخ، لتحقيق الحياة الصحية المستدامة والمعادلة الرياضية الجديدة.