زَئِيْرُ الْمَنُوْنِ
زَئِيْرُ الْمَنُوْنِ
[أَبْيَاتٌ فِيْ رِثَاءِ الْحَاجِ زَكِيٍّ بِنْ عَبْدِ الشَّهِيْدِ آل مُحَمَّدِ حُسَيْنِ التَّارُوْتِيْ "أَبُوْ حَسَن" رَحِمَهُ الْلَّهُبِرَحْمَتِهِ الْوَاسِعَةِ وَصَبَّ عَلَىْ قَبْرِهِ شَآبِيْبَ الرَّحْمَةِ وَالْغُفْرَانِ]
نَعَيْتُكَ يَا مَنْ شَعِبْتَ الْفُؤَادَ
طَوَتْنَا السُّنُوْنُ وَنَالَتْ مُرَادَا
وَصَاحَ بِنَا مِنْ زَئِيْرِ الْمَنُوْنِ
إِلَىْ أَنْ تَوَارَىْ بِطَرْفٍ رَمَادَا
فَكَمْ جَالَ فِيْنَا بِقَبْضٍ كَفَانَا
فَزَادَ بِنَا مِنْ غِيَابٍ طِرَادَا
ذَكَرْتُ عَلَيْهَا دُرُوْبًا حَوَتْنَا
فَأَنَّتْ دِيَارٌ وَأَقْصَتْ سِنَادَا
وَأَجْلَتْ لَنَا مِنْ حِمَالٍ بِفَقْدٍ
فَغَارَتْ عُيُوْنٌ وَأَخْفَتْ عِبَادَا
فَيَا خِضْرُ كَمْ نَالَ مِنْكَ الْفِرَاقُ
وَصِرْتَ بِوَضْعٍ شَهِدْتَ رِقَادَا
فَأَنْتَ الْوَفِيُّ لِخَالٍ رَعَاكَ
حَوَاكَ بِدِفْءٍ فَحِزْتَ رَشَادَا
فَمَهْلًا فَمَا زَالَ فِيْنَا الْوَفَاءُ
لِقَلْبٍ حَوَانَا بِدَرْبٍ شِهَادَا
زَكِيٌّ عَلَيْتَ جَمِيْلَ الْخِصَالِ
وَعِمْتَ بِوِسْعٍ فَعِفْتَ كَسَادَا
أَيَا صَاحِبِيْ مَا هَوَاكَ الْبَقَاءُ
وَمَا زَاحَ عَنْكَ بِنَيْلٍ حَصَادَا
وَطِفْتَ بِأُنْسٍ سُكُوْنَ الْلَيَالِيْ
وَكَمْ كُنْتَ فِيْهَا تَصُوْلُ عِنَادَا
وَصِرْتَ عَلَىْ مَا وَعَاكَ بِخُبْرٍ
نَزَلْتَ بِقَبْرٍ بَصُرْتَ شِدَادَا
وَقَاكَ عَلِيٌّ بِنَزْلِ الْمَنُوْنِ
وَفِزْتَ بِقُرْبٍ وَنِلْتَ وِفَادَا
عَلِيٌّ وَفَاكَ بِفَيْضِ حَنَانٍ
وَصَبَّ عَلَيْكَ بِحِنْوٍ وِدَادَا