قراء القرآن القطيفيون: القارئ منصور حسن الثواب ”الجش“
القارئ الأديب منصور بن حسن بن علي الثواب من مواليد بلدة الجش في 3 من شهر شعبان 1387 هجريًا، أكمل تعليمه الابتدائي والمتوسط في بلدته، وبعدها اتجه للدراسة في الثانوية الصناعية بالدمام «1404 هـ - 1405 هـ» حصل على دبلوم صناعي، ناشط اجتماعي منخرط في الأعمال الخيرية، وكان عضوا بارزا في جمعية الجش الخيرية في عدة دورات، ومنذ صغره لعب كرة سلة بنادي الهداية بالجش، يكتب الشعر العمودي المقفى، ويعتبر نفسه خادم في دار المرتضى القرآنية إلا أنه من المؤسسين لها.
تعلم القرآن منذ نعومة أظافره حيث كان والده القارئ الحاج حسن الثواب أحد رجالات ووجهاء بلدة الجش المعروفين بالإيمان والصلاح وصاحب مجلس ”قراءة حسينية“ في بيته، حين كان البعض لا يستطيع تأمين الأكل وهو المعروف بالسخاء والطيبة والكرم والصلاح، كان يكنى «أبي جعفر» مزارع وقارئ للقرآن استنشق وتذوق من حنجرة أبيه نفحات القرآن الكريم، والذي كان يتعاقد كتاب الله ويختم جزءين كل يوم من بعد صلاة الفجر حتى إشراقة الشمس بصوته الشجي طوال حياته، والتي جعله يشرئب ويهفو من آيات الله حتى كان يختم معه القرآن الكريم في الشهر الفضيل كل عام، وكان واقعا أستاذه الأول الذي كان يصحح تلاوته عند الخطأ، وهكذا أصبح محبًا للقرآن وتلاوته، ومنه تعلم أيضا كيف يحافظ على الصلاة وصلاة الجماعة خاصة، فقد صحبه معه للمسجد، وعمل الخير كتعريفه البيوت التي تحتاج الدعم والعون المالي.
فتغلغل في دمه حب القرآن الكريم، وعكست عليه تلك البيئة الشريفة، وانخرط في ركابها، فواصل حضور المحافل والمنتديات والأمسيات القرآنية، وكان مغرمًا في البدء بالشيخ المنشاوي؛ ومن ثم بالشيخ محمود شحات أنور من مصر، التحق بتعليم القرآن في أحد مساجد بلدة عنك في المساء بعد صلاة العشاءين بمعدل ليلتين أو ثلاث ليال في الأسبوع يأخذ فيها تصحيح التلاوة وأحكام التجويد، بعدها دخل دورة مقامات مع الأستاذ حسام الحسن والأستاذ محمد مهدي والقارئ محمد المنصور.
ولم يقف على هذا الحد من النشاطات، فقد فتح جلسة قرآنية في مجلسه كل جمعة صباحًا طوال العام يتدارس فيها القرآن الكريم وعلومه وأحكامه على يد الأستاذ مصطفى عادي، وفي 1426 هـ فضلا عن مشاركته في الختمة القرآنية انخرط في تعليم وتدريس الطلبة، وأسس دار قرآنية «دار المرتضى» بالجش، ومازالت هذه الدار تقيم أمسيات قرآنية حتى يومنا هذا دون انقطاع.
وعن مشواره الرياضي فهو حافل بالإنجازات منذ صغره يميل للرياضة وكما أسلفنا في لعبة كرة السلة بنادي بلدته الجش، وقد رشح مرة لمنتخب المملكة «براعم» ولم يوفق لظروف طارئة، ولكنه لم يتنازل عن أحلامه الرياضية، فشارك الفريق حين كان في الدوري الممتاز، والذي كان يلعب ضد الاتحاد والهلال والنصر والأهلي وباقي فرق الممتاز، وهذا اللعبة صحبته مع ناديه قرابة الثلاثين سنة.
ومن هذا المنحى لا بد أن نسلط الضوء ولو بالقليل على شعره والصدفة وحدها في النادي من جعلت منه شاعرا إذ إن أغلب لاعبي الفريق من يحبون كتابة الشعر، ومنهم الأستاذ عيسى العلي والأستاذ عون المهنا والأستاذ محمد الزاير؛ مما أهله متأثرًا بهم بهذا المجال وبالتحديد كان عام 1413 هـ الانطلاقة الفعلية للشعر العمودي، له ديوان شعر مخطوط تحت الإعداد وقصة بعنوان نهاية الشقي لم تخرج إلى النور، وقد طبع له كتاب نفحات القدر.
وفي عام 2017 م - 2024 درس في حوزة الهدا، وأخذ بيده وشجعه السيد باقر الشعلة، وحضر الدروس عند الشيخ إبراهيم ضيف مع عدة أساتذة حتى هذا اليوم، وفقه الله وسدد خطاه وأكسبه خير الدارين بحق محمد وآل محمد.