قَطِيْفُ النَّقَا
قَطِيْفُ النَّقَا
مَشَيْتُ بِدَرْبٍ وَطَالَ مَسِيْرُ
فَزَادَ عَلَيْنَا بِبُعْدٍ هَجِيْرُ
وَصُغْتُ الْمَعَانِيْ بِعَذْبِ مَقَالٍ
تَرَامَتْ جِمَاحٌ وَفَاضَ هَدِيْرُ
إِلَىْ أَنْ لَقَانَا بِصَفْوِ صَبَاحٍ
سَقَانَا بِعَذْبِ نَقَاءٍ غَدِيْرُ
قَطِيْفُ النَّقَا قَدْ حَوَتْنَا صِغَارًا
وَحَفَّ بِنَا مِنْ هَوَاء ٍصَفِيْرُ
لَهَا فِيْ مُتُوْنِ الزَّمَانِ رِكَازٌ
حَمَتْنَا بِدِفْءٍ وَعَزَّ ظَهِيْرُ
فَكَمْ بَانَ فِيْهَا بِخَيْرٍ يَفِيْضُ
يَجُوْدُ بِهَا مِنْ حَنَانٍ كَثِيْرُ
فيا نَادِمًا مِنْ سِهَارٍ بِلَيْلٍ
نَهَلْتَ بِشَهْدٍ حَفَاهُ قَفِيْرُ
حَلَاهَا عَلَىْ مَا هَنَانَا بِشَدْوٍ
إِلَىْ أَنْ تَوَارَىْ نَغَاهُ قَدِيْرُ
بِهَا مَا عَنَانَا بِوَعْرِ طَرِيْقٍ
وَحَاكَ عَلَيْنَا بِطَرْفٍ شَفِيْرُ
قَطِيْفُ الْوَلَا طَابَ فِيْهَا طِرَاحِيْ
وَأَسْقَىْ بِهَا مِنْ نِضَاحٍ غَزِيْرُ
وَضَجَّ بِهَا مِنْ صِدَاحٍ نَغَانَا
فَهَبَّ لَهَا مِنْ رِوَاحٍ نَفِيْرُ
وَأَنْدَتْ رُبُوْعٌ ضِيَاعًا رَوَتْهَا
وَأَنْمَتْ بِحَصْدٍ جِنَاهُ وَفِيْرُ
إِلَىْ مَنْ نَمَانَا بِوِرْدٍ بَنَاهُ
مَطَاهُ بِحَذْوٍ وَفَاهُ صَغِيْرُ
يَفُوْزُ بِهَا مَنْ وَفَاهَا بِقَبْلٍ
حَكَاهُ بِغَزْلٍ وَخَاطَ حَرِيْرُ
يَطُوْلُ لَهَا مَنْ حَبَاهَا بِنَهْمٍ
وَيَحْظَىْ بِهَا مَنْ رَقَاهَا قَرِيْرُ
وَمَنْ لَمْ يُعَانَقْ ضِفَافَ الْحَيَاةِ
فَقَدْ غَابَ مِنْهَا وَآبَ حَسِيْرُ
وَبِالْعِلْمِ قَامَتْ قِوَامُ الرِّجَالِ
وَفِيْهَا تَنَامَىْ بِسَبْقٍ جَدِيْرُ
بِهَا مَا يُوَافِيْ بِجَمْعٍ نِهَالٌ
وَيَنْدَىْ لَهَا مِنْ عُبُوْقٍ زَهِيْرُ