احصل على 800 ختمة قرآنية شهرياً
في شهر رمضان يتشجع الكثير لتلاوة القرآن الكريم ومنهم من لا يكتفي بتلاوة ختمة واحدة بل يقرأ ما تيسر من الختمات وذلك للحوافز الإلهية في شهر الخير والبركة، وما ذكره نبي الرحمة ﷺ في خطبة استقبال شهر رمضان ”من تلا فيه آية من القرآن، كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور“. أي أن الختمة الواحدة في رمضان تعدل 6348 ختمة في غيره من الشهور.
ولكن مع الأسف ما أن ينقضي شهر رمضان حتى يهجر الكثير منا كتاب الله ويعلوه الغبار حتى رمضان القادم ويكون ممن يشكون إلى الله عز وجل، وكأن تلاوة القرآن الكريم مقتصرة فقط على شهر رمضان وإن عُدَّ ربيع القرآن كما ورد عن الإمام أبي جعفر : ”لكل شيء ربيع، وربيع القرآن شهر رمضان.“ [1]
من المبادرات الرائدة الجميلة ما قام به البعض بإنشاء مجموعات والتشجيع على تلاوة كتاب الله حتى ولو بجزء واحد أسبوعيا ويحصل مقابل ذلك على عدد كبير من الختمات يُهدى ثوابها لأرواح موتاه. لقد شاهدت رسالة بعد شهر رمضان في إحدى المجموعات تُرغِّب بالاشتراك في تلاوة جزء واحد كل أسبوع مقابل الحصول على 200 ختمة أسبوعيا يتم إهداء ثوابها كل ليلة جمعة «أي يحصل كل مشترك على 800 ختمة شهرياً». إنه بالفعل عمل جماعي جبار محفز ومرغب ليبر الأبناء بآبائهم بالمشاركة في تلاوة اليسير من كتاب الله للحصول على الكثير من الختمات التي تهدى للوالدين وجميع الموتى المشمولين ليدخل عليهم السرور في قبورهم. ليست هذه هي الفائدة الوحيدة من المشاركة في هذا البرنامج بل تعزيز الارتباط بكتاب الله في سائر أيام السنة ولو بتلاوة بعض الآيات أو الصفحات وتحصيل الأجر والثواب من تلاوة القرآن الكريم بالإضافة إلى الفوائد الأخرى. قال رسول الله ﷺ: "من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين ومن قرأ ثلاث مائة آية كتب من الفائزين ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار من تبر، القنطار خمسة عشر ألف مثقال من ذهب والمثقال أربعة وعشرون قيراطا أصغرها مثل جبل أحد وأكبرها ما بين السماء إلى الأرض. [2]
ولله الحمد هذه المبادرة مستمرة منذ 14 عاما ووصل حتى تاريخه عدد المشتركين إلى 600 من الرجال والنساء في مجموعات خاصة مستقلة عن بعضها. والعدد في ازدياد ليتجاوز 1000 ختمة شهريا بمشيئة الله بفضل جهود الإخوة الأعزاء القائمين على البرنامج - شكر الله سعيهم وتقبل أعمالهم - ووعي الإخوة المؤمنين للارتباط بكتاب الله في غير شهر رمضان. فمن ثمار قراءة القرآن الأخرى والنظر فيه ما ورد عن الإمام الصادق : النظر في المصحف عبادة، ومن قرأ في المصحف مُتِّع ببصره وخفف عن والديه ولو كانا كافرين. [3]
كما أنها فرصة ثمينة للتدبر في كتاب الله تلبية للنداء الإلهي في قوله تعالى: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها﴾ [4] فليس كل شخص يركز على التدبر في كتاب الله خلال شهر رمضان، والتركيز الأكثر هو على التلاوة من أجل حصد أكبر عدد من الختمات.
اللهم اجعلنا من التالين لكتابك الكريم، المتدبرين لآياته، واجعله ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا برحمتك يا أرحم الراحمين.