تأثير البحوث العلمية في عالمنا
بينما كنت أقرأ بعض المراجع، أصبت بالذهول من دقة اختيار نشاطات وميكانيكية وظائف الخلق، دعونا نقترب قليلا من كلام خالق الكون ومدبره في جزئية بسيطة في سورة الكهف. منفرداً بالعظمة والقوة والرحمة. سبحان الله.
يقال: إن أحد العلماء الألمان في الطب، يقول كنت مسافرا يوما، وصادفني في المطار شاب قدم لي نسخة مترجمة من القرآن الكريم شكرته ووضعت النسخة في جيبي على نية إلقائها في سلة مهملات بعد أن يتوارى الشاب عني حتى لا أحرجه، نسي الطبيب النسخة في جيبه، وصعد إلى الطائرة، وبسبب طول الرحلة والملل الذي يتخللها قال أخرجت نسخة القرآن من جيبي عندما أحسست بوجودها، ثم فتحتها وقلبت الصفحات، فوقعت عيني على سورة الكهف، فقرأت ثم استوقفتني آيتان وهما قوله سبحانه ﴿وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ﴾ [الكهف: آية 17] و﴿وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ﴾ [الكهف: آية 18]، يقول الطبيب أن تقليبهم وهم نائمون مفهوم من أجل أن لا تتقرح أجسامهم إذا بقوا نائمين على وضعية واحدة، لكن ما فاجأ الطبيب قوله في الآية السابقة عليها ﴿وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ﴾ ، بمعنى أن الشمس تدخل الكهف كل يوم، لكنها لا تأتي على أجسامهم مباشرة، ويقول بأن هذا معروف في علم الطب فحتى لا تحصل تقرحات السرير يجب أن تكون الغرفة مهواة، وتدخلها الشمس دون أن تكون مباشرة على الجسم، ثم عاد الطبيب للتفكر في الآية التالية حيث يقول بأنه فعلا حتى لا تحصل التقرحات يجب أن يقلب الراقد حتى لا يتقرح الجسم، ويتعفن وتأكله الأرض، لكن الذي أدهش الطبيب أن كلبهم لم يكن يقلب مثلهم، وإنما باسط ذراعيه بالوصيد على وضعية واحدة طوال 309 سنة، ولم يتقرح جسمه ولم يتعفن، هذا الأمر دفع الطبيب الألماني إلى دراسة فسيولوجية الكلاب وما أدهشه أنه وجد أن الكلاب تنفرد بوجود غدد تحت جلدها تفرز مادة تمنع تقرح الجلد ما دام في جسد الكلب حياة ولو لم يتقلب؛ ولذلك لم يكن كلبهم يقلب مثلهم في الكهف، هذا الطبيب أسلم بسبب هذا الأمر الإعجازي.
قليل من التمعن، سنجد الكلب قام بحراسة من معه 309 سنة دون كلل أو تعب، وأخلص إخلاص إعجازي بعكس كثير من المخلوقات، وهذا يقودنا إلى مواعظ كثير، من بينها أن تؤمن إيمانًا كاملاً وغير مشروط بقدرك ونصيبك في الحياة. فأنا وأنت وهي وهو مجرد مخلوقات ضعيفة أمام هذا الخالق العظيم، الذي يقسم الحياة بدقة متناهية.
قبل ثلاثة أيام، وخلال ممارستي الروتيني للرياضة، سمعت باللغة الإنجليزية عن طريق الراديو ”Unconditional Love“ الحب الغير مشروط، وكان مثاله الأول أن تحب نفسك، مهما كان شكلك ومظهري ومرضك ومنصبك الاجتماعي. ثم يتفرع إلى فئات معينة كحب مشروط مرتبط بعلاقات الآخرين.
عند الرجوع إلى سورة الكهف، سوف نلاحظ أن بإمكان الكلب الهروب وترك قومه بدون حراسة، من وجهة نظري المتواضعة كانت هناك معايير مثل حب الذات والثقة المطلقة بالله تعالى مهما كانت الظروف، وأخص بالذكر جميع مرضى السرطان، فهو خيرة من الله تعالى، ربما تجهل أبعاده المستقبلية.
أود أن أشكر جزيل الشكر الدكتورة. نهاد بنت عبدالله العمير - نائبة رئيس جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل للتطوير والشراكة المجتمعية، وعميد عمادة البحث العلمي. على الاستقبال وإهدائها كتابي الأول ”المواجهة الحاسمة بين الطبيعة والسرطان“. فالبحث العلمي أصبح مادة ملحة ومهمة في هذا العالم المتسارع والمتغير. فكما ذكرت بالمقال، العالم الألماني تغير اعتقاده 180 درجة من شخص غير مؤمن بالنظام الإلهي إلى شخص أشهر إسلامه بواسطة البحوث والوقت والتأمل الدقيق.
نتطلع أن يكون في عالمنا مساحة أكبر للبحوث والتي تنقلنا إلى الحكمة والرقي في التفكير.