إذا طاب قلب المرء طاب جسده
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 70-71].
القول السديد: هو القول الصحيح المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، وهو القول الحق الذي يوافق الشرع والعقل ويُرضي الله تعالى. ويُطلق عليه أيضاً اسم ”القول الرشيد“ و”القول المبارك“.
القول السديد يقربك من الله تعالى وتنال رضاه وتوفيقه وحفظه وتأييده لك، فمن يكثر من القول السديد يزداد إيمانه وتقواه ويكون شخصاً مباركاً أينما حل واِرتحل.
القول السديد إذا صاحب العمل يصلحه ويزكيه، ويجعله مقبولاً عند الله تعالى، ومن يكثر منه ينال به الجنة.
القول السديد يصلح الفرد والأسرة والمجتمع ويعمر الأوطان وينشر الخير والفضيلة وروح التسامح والتفاؤل عند كافة البشر.
هناك عدة أمور تساعدنا على نيل القول السديد، منها:
التقوى: هي أساس القول السديد، فمن اتقى الله حفظه الله من الزلّات في قوله وفعله.
علم الشرع: فمن يعلم الشرع ويعرف أحكامه يُمكنه أن يتكلم بما يوافق الشرع ويُرضي الله تعالى.
التأمل في العواقب: فمن يتأمل في عواقب أقواله قبل أن يتكلم يُقلل من الأخطاء والزلّات.
مخالطة الصالحين: تساعد على تعلم القول السديد وتنتقل روحياتهم المباركة عبر النور المنبعث منهم ومن كلماتهم، ومن خلال سلوكهم الحسن وأفعالهم الطيبة
لذا كن حريصاً ودقيقاً في اختيار المعلم لأنه كما يدرس «تنتقل روحياته إليك».
قول الحق: من واجب المسلم أن يقول الحق ولو كان مُرًّا «في حدود العقل والمنطق».
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: من واجب المسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وذلك بقوله وفعله.
نشر العلم: من واجب المسلم أن ينشر العلم والمعرفة بين الناس، وذلك بقوله وفعله.
الدعوة إلى الله تعالى: من واجب المسلم أن يدعو الناس إلى الله تعالى، وذلك بقوله وفعله.
القول السديد من أهم الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المسلم، فهو يُقربه من الله تعالى ويصلح عمله، كما أنه يصلح المجتمع ويُنشر فيه الخير والفضيلة ويبعث روح الحب بين أفراد هذا الوطن الغالي.
ولكي نصل إلى القول السديد يجب تنظيف القلوب من كل الشوائب الدنيوية المقيتة «تعصب وبغض وحسد وضغينة....».
ورد عن رسول الله محمد ﷺ: ”إذا طاب قلب المرء طاب جسده، وإذا خبث القلب خبث الجسد“ [1] .
وصية النبيّ الأكرم ﷺ لأبي ذرّ الغفاري رضي الله عنه: ”إنّ الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم“ [2] .
وقال أمير المؤمنين علي : ”قلوب العباد الطاهرة مواضع نظر الله سبحانه، فمن طهّر قلبه نظر الله إليه“ [3] .
نأتي إلى تأثير الجوارح بالأقوال والأفعال على القلوب:
يشير هذا المصطلح إلى العلاقة الوثيقة بين ما ننطق به ونمضي به من أفعال، وبين سلوكيات أعضاء جسدنا. فكما تؤثر أفكارنا ومشاعرنا على تعابير وجهنا وحركات أيدينا، فإنّ أقوالنا وأفعالنا أيضاً تُلقي بظلالها على سلوكياتنا الجسدية ويكون لها تأثير واضح على قلوبنا وأفكارنا.
ورد عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب أنه قال: «ما أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيئاً، إِلاَّ ظَهَرَ في فَلَتَاتِ لِسانِهِ، وصَفَحاتِ وَجْهِهِ.» [4]
المقصود من هذه الحكمة أن الإنسان مهما حاول إخفاء شيء من سلوكه وكلامه وأفعاله واعتقاده فإنها تظهر عن طريق كلماته وأفعاله وملامح وجهه ونبرة صوته.
تلعب الحواس الخمس دورًا هامًا في صحة القلب، فكل حاسة من حواسنا تبعث إشارات إلى الدماغ تؤثر على وظائف القلب بطرق مختلفة.
1- البصر:
التوتر والقلق: التعرض لفترات طويلة من الإضاءة الزرقاء، مثل تلك المنبعثة من شاشات الأجهزة الإلكترونية، يمكن أن تقلل من إفراز هرمون الميلاتونين، مما قد يؤدي إلى زيادة التوتر والقلق، وبالتالي زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم.
ورد عن النبي ﷺ أنه قال: «غضوا أبصاركم ترون العجائب» [5] ، وقال الله عز وجل: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ [6] .
الاسترخاء: النظر إلى المناظر الطبيعية الخضراء أو مشاهدة مقاطع الفيديو المهدئة يمكن أن يقلل من التوتر ويُحسّن من صحة القلب.
2- السمع:
الضوضاء: التعرض للضوضاء المرتفعة لفترة طويلة يمكن أن يرفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
الاستماع إلى القرآن الكريم والدعاء والصلاة والذكر والعبادة يمكن أن تقلل من التوتر بدرجة عالية جداً وتحسّن صحة القلب وتبعث على الهدوء النفسي والاستقرار الروحي.
3- الشم:
الروائح المهدئة: مثل رائحة اللافندر أو البابونج أو العطور الجميلة يمكن أن تقلل من التوتر والقلق ويمكن أن تزيد من صحة القلب وتشده أيضاً.
الروائح الكريهة: مثل رائحة الدخان أو العوادم يمكن أن تزيد من التوتر ورفع ضغط الدم، مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
4- التذوق:
النظام الغذائي الصحي: اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة يمكن أن يُقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
الأطعمة غير الصحية: الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات والملح يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
5- اللمس:
التدليك «المساج»: يمكن أن يُحسّن التدليك من تدفق الدم ويقلل من التوتر، مما قد يُحسّن من صحة القلب.
العناق: يمكن أن يُقلّل العناق من التوتر والقلق، مما قد يُحسّن من صحة القلب.
ويمكن للحواس أن تلعب دورًا في تنظيم ضربات القلب وضغط الدم، وتحسين جودة النوم، وتعزيز الشعور بالسعادة، وكل هذه العوامل تؤثر إيجابًا على صحة القلب.
- مارس الرياضة بانتظام.
- اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا.
- احصل على قسط كافٍ من النوم.
- قلل من التوتر ولا تتجادل كثيراً.
- تجنب التدخين لأنه آفة العصر.
- احرص على إجراء فحوصات طبية منتظمة.
من المهم استشارة الطبيب الماهر إذا كنت تعاني من أي أعراض تدل على وجود مشاكل في القلب، مثل ألم الصدر أو ضيق التنفس أو سرعة ضربات القلب.