فهم الفروق الدقيقة للشعور بالإشمئزاز
بقلم بوب ييركا
28 يوليو 2021
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 60 لسنة 2024
Understanding the nuances of disgust: Nausea versus itchiness
by Bob Yirka
July 28,2021
لطالما كان يُنظر إلى الاشمئزاز على أنه الدافع الأساس لردود الفعل الوقائية ضد التهديدات التي تشكلها كل من مسببات الأمراض المجهرية والطفيليات الخارجية [1] . على الرغم من أن الاشمئزاز يمكن أن يقي بشكل فعال ضد مسببات الأمراض التي تدخل الجسم من خلال الابتلاع أو الاتصال / الملامسة العرضية، إلا أن الاشمئزاز يضفي وقاية محدودة ضد الطفيليات الخارجية، التي تلاحق المضيف بشكل نشط وتلتصق بسطحه [كالجلد، مثلًا، في حالة الإنسان]. لذلك، قد يمتلك البشر جهازًا وقائيًا متميزًا ضد الطفيليات الخارجية - بما في ذلك الآليات الحسية الجلدية [2] والاشمئزاز - وهو مناسب وظيفيًا لوقاية الجلد من مسببات الأمراض هذه.
وجد فريق من الباحثين من جامعة نوتنغهام Nottingham وجامعة ترنت Trent وجامعة كاليفورنيا وجامعة ڤيرجي Vrije Universiteit أن لدى البشر ردي فعل مختلفين تمامًا عندما يشعرون بالاشمئزاز [3] - وردا الفعل هذان هما الشعور بالغثيان والشعور بالحكة. في ورقتهم المنشورة في مجلة وقائع الجمعية الملكية ب [4] Proceedings of the Royal Society B، وصفت المجموعة البحثية التجارب التي أجروها على متطوعين عُرضت عليهم أشياء مثيرة للاشمئزاز وما تعلموه منهم.
تفيد الأبحاث السابقة والأدلة السردية أن لدى الناس ردود فعل على أشياء تثير اشمئزازهم بطرق مختلفة - رؤية قرادة أو قملة مختبئة في فروة رأس طفل، على سبيل المثال، بالنسبة لمعظم الناس، من المرجح أن تُثير شعورًا مختلفًا عن رؤية نفس الطفل يتقيأ أو يتبرز على أرضية الحمام. في هذه الجهود البحثية الجديدة، تساءل الباحثون عما إذا كانت الطبيعة قد منحت البشر أنواعًا مختلفة من ردود فعل لأسباب عملية.
بدأت الدراسة حين لاحظ بعض الباحثين أنه يبدو أن هناك نمطًا في أنواع ردود الفعل لدى الناس بناءً على مصدر الحدث المثير للاشمئزاز. لاحظوا أن الناس يشعرون بالغثيان حين يواجهون شيئًا قد يمثل إحدى المشكلات الشخصية التي يعانون منها. التقيؤ على أرضية الحمام، على سبيل المثال، قد يوحي بأن هناك طفلًا مريضًا - ربما يكون ناقلًا محتملًا لأحد الأمراض المعدية. وقد تشي أيضًا بأن الطفل قد أكل شيئًا ينبغي للآخرين أن يتجنبوه. من ناحية أخرى، من المرجح أن تكون ردة فعل من يرى قملة على فروة رأس طفل الشعور بالحاجة لحك جلده - الذين يسمعون عن انتشار القمل [5] غالبًا ما تكون ردة فعلهم بحك فروة رأسهم حتى لو لم يكونوا أنفسهم مصابين بعدوى القمل. أشار الباحثون أن ردة الفعل هذه قد تكون بمثابة تحذير للآخرين، مما يساعدهم على وقاية أنفسهم من هذه العدوى.
لمعرفة ما إذا كانت فكرتهم صحيحة، عرض الباحثون على ثلاث مجموعات من المتطوعين «مجموعتين منها كانتا في مكانين منفصلين في الولايات المتحدة والثالثة كانت في الصين، يبلغ مجموع عدد الأفراد في هذه المجموعات الثلاث أكثر من 1000 شخص». مجموعة من مقاطع فيديو من شركة ال YouTube تحتوي على مشاهد مثيرة للاشمئزاز، وسألوهم بعد كل مشاهدة مقطع فيديو من هذه المقاطع عن نوع الشعور الذي أثاره المقطع لديهم.
وجد الباحثون أن ردود فعل المتطوعين كانت كما تنبأوا - حيث أصبح المتطوعون يشعرون بالغثيان عند مشاهدة مقاطع فيديو لأشياء قد تؤثر على المعدة أو الأمعاء ويشعرون بالحاجة إلى الحكة لدرجة أنهم يحكون بشرتهم عند مشاهدة أشياء يمكن أن تهيج بشرتهم.