أَنِيْنُ الدِّيَارِ
أَنِيْنُ الدِّيَارِ
فَفِيْ كُلِّ يَوْمٍ تَزِيْدُ الْهُمُوْمُ
تَنَامَتْ لَنَا فِيْ جَهَارٍ خُصُوْمُ
وَصَبَّتْ عَلَيْنَا الرَّزَايَا بِغَزْرٍ
وَبَانَتْ لَنَا مِنْ دُمُوْعٍ شُؤُوْمُ
فَكَمْ نَالَنَا مِنْ جِرَاحٍ عَنَتْنَا
وَحَاكَ لَنَا فِيْ خَفَاءٍ جَهُوْمُ
إِلَىْ مَنْ بَغَانَا بِسَقْطِ مَآلٍ
تَنَاهَىْ بِصَدٍّ وَزَادَتْ عُزُوْمُ
فَمَنْ كَانَ فِيْهِ بِجَهْلٍ يَصُوْلُ
فَقَدْ غَاصَ مِنْهُ بِوَحْلٍ ظَلُوْمُ
كَأَنَّ الدِّيارَ تَحِنُّ بِزَفْرٍ
وَعَاهَا بِفَقْدٍ وَغَابَ رَؤُوْمُ
هُوَ الْلَيْلُ عَادَ فِيْهَا بِوَجْسٍ
فَأَخْفَىْ بِمَا بَانَ مِنْهُ جُرُوْمُ
وَطَالَ زَمَانٌ بِمَا قَدْ جَفَاهَا
طَوَاهَا بِثَوْبٍ لَقَتْهَا حُسُوْمُ
وَصَارَ بِهَا مِنْ ذُبُوْلٍ عَرَاهَا
فَغَاصَتْ بِحُزْنٍ كَسُفْنٍ تَعُوْمُ
فَأَيْنَ المَلَاذُ لِعُشْقٍ حَوَانَا
وَأَيْنَ الْفِرَارُ لِقَلْبٍ يَحُوْمُ
فَنَحْنُ عَلَيْهِ كَزَرْعٍ سَقَاهُ
تَنَامَىْ قِيَامًا رَوَتْهُ سُقُوْمُ
إِلَىْ أَن ْجَلَاهُ بِصَفْوِ صَبَاحٍ
وَشَعَّتْ عَلَيْهِ بِأُفْقٍ نُجُوْمُ
تَحِيْكُ بِسَاعٍ شِتَاتُ الْأُمُوْرِ
فَأَقْصَتْ سَرَابًا غِثَاهُ يَسُوْمُ
وَكَانَ لَهَا مِنْ قِوَامٍ بَنَتْهُ
وَعَادَ بِرَكْزٍ وَأَنْمَتْ قُدُوْمُ