ليلة القدر خير من ألف شهر
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل محمد.
ما شهدته مساجدنا البارحة وما أدراك ما هو.
إنه مما يثلج الصدر ويدخل البهجة على القلوب ويبعث على الفخر والاعتزاز بهذا المجتمع المتمسك بدينه والموقن بلقاء ربه بجميع أفراده وفئاته نساءه ورجاله.
هذا الجمع الغفير وهذا الاكتظاظ الفريد في المساجد ولساعات حيث تلهج الألسن بحمد الله عز وجل والثناء عليه وتطمئن القلوب بذكره سبحانه وتعالى وتسكن النفوس إلى رحمته وعفوه وغفرانه.
ما آمله أن تبقى هذه الروح الإيمانية فاعلة ونشطة طوال العام «وإن شاء الله هي باقية»، وأن نجسدها في حياتنا من خلال التعاون والتراحم والتلاحم بين جميع أفراد المجتمع وأن ننزع من نفوسنا، ما بها من شحناء أو بغضاء وأن تحل بها المحبة والمودة. وأن يبذل الأرحام ما في وسعهم للتصافي والتآخي والمحبة وإن تصفر جميع المشاكل بين أفراد الأسرة وبين الأقارب والجيران والزملاء والشركاء في الأعمال.
كما ينبغي أن نجسد قيم هذا الشهر في تحسس أحوال أهل الفاقة والمساكين والأيتام من أبناء مجتمعنا على مدار العام وأن نسعى لمد يد العون لهم ولكل ذي حاجة وأن نتكاتف جميعًا للسير بالمجتمع نحو حياة أفضل وحال أحسن. فبالتعاون يستطيع الجميع التغلب على جميع تحديات الحياة ومعوقاتها. والله عز وجل مع المتعاونين يمدهم بعونه ويذلل لهم العسير ويسهل لهم بلوغ الغايات النبيلة.
وأن نبقي على الحضور في المساجد مستمرًا وليس موسميًا لكي نزداد تقاربًا وتراحمًا وتعاونًا.
اللهم تقبل من الجميع صيامهم وطاعاتهم واكتب لهم بلوغ أمثاله والجميع في أحسن حال، والحمد لله رب العالمين.