القرآن.. وجوب التعلم واستحباب التلاوة والحفظ
- مع كتاب معارف قرآنية
- للمؤلف فوزي بن المرحوم محمد تقي آل سيف
- لعام 1440 هجري
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عن آبائه عن رسول الله ﷺ قال «فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع وماحل مصدق ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار وهو الدليل يدل على خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل وهو الفصل ليس بالهزل وله ظهر وبطن فظاهره حكم وباطنه علم، ظاهره أنيق وباطنه عميق، له نجوم وعلى نجومه نجوم لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه».
من واجبات الصلاة قراءة القرآن، فلا بدّ من قراءة سورة الفاتحة وشيء من القرآن ولا بد أن يكون سورة كاملة على رأي الإمامية.
فإذا كانت الصلاة لا تصح إلا بالفاتحة والسورة الكاملة فيجب أن تكون القراءة بالشكل الصحيح وبدون أخطاء، وهي مقدمة لصحة الصلاة إذ أنها عمود الدين، ولا صلاة إلا بفاتحة الكتاب، فإذا حصل تقصير في تعلم الفاتحة وتعلم السورة فلا يستطيع أن يجعل صلاته صحيحة، ولو قرأها متعمدا بنحو غير صحيح فذلك مبطل للصلاة، بل يؤثر أيضًا في صحة العبادات الأخرى كالحج والعمرة وذلك في صلاة الطواف حيث أنها جزء من الطواف.
التلاوة تختلف عن المطالعة والنظر إلى المصحف، إذ أنّ النظر للمصحف في مستحب في ذاته والنظر إلى حروف القرآن كذلك، ولكن التلاوة تكون عندما يترافق النظر مع تحريك اللسان والشفتين بالقراءة إما مع صوت ظاهر أو صوت خفي بحيث لو قرّبت مكبّرًا للصوت لخرج صوتك، لكن لو نظر أحدهم للقرآن القرآن بدون أن يحرّك لسانه وشفتيه فلا تعتبر من التلاوة.
التلاوة عبارة عن تلفّظ للحروف وتحريك اللسان والشفتين بمخارج الحروف، وقد أوصى رسول الله ﷺ أمير المؤمنين بقوله «عليك بتلاوة القرآن وذكر الله، فإن ذلك لك نور في السموات ونور في الأرض».
لا تتوقفوا عن تلاوة القرآن وإن كان فيها بعض الأخطاء!! لكن ليكن ذلك بنية أنه لو حصل خطأ في القراءة فهو بسببي وإلا فالقرآن لا خطأ فيه.
قسم من الناس يقرأ القرآن كثيرًا ويختم ختمات متعددة في شهر رمضان، وقسم آخر ربّما لا يختم إلا ختمة واحدة، فيقال لمن يكثر الختمات: أنه ليس من المهم أن تكثر من القراءة بل التدبر هو الأهم، فما فائدة كثرة القراءة دون تدبر وتأمل؟؟
نقول بأنّ هذا الكلام خاطئ في طريقته وأسلوبه إذ أنّ كثرة القراءة فيها فائدة وطريقة توجيه هذا الشخص الذي يكثر القراءة يجب أن تكون بطريقة أفضل فيجب أن تقول له أن كثرة القراءة مفيدة ومهمة وبما أنّ الله قد أنعم عليه بالوقت ليقرأ القرآن فليحاول أيضًا أن يتأمّل ويتدبّر في الآيات حتى يكون الثواب أعظم والفائدة أكثر.
نعم هناك روايات عن أمير المؤمنين «ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبّر» ولكن ليس معنى ذلك أنه لا فائدة منها، ولكن الكلام موجه هنا لأولئك المجرمين والطواغيت الذين يضلّلون الناس بقراءة القرآن، ويتخذونه سترا لممارسة الفاحشة وهم يخالفون القرآن وهم من يصدق عليهم القول أنه لا خير في قراءتهم، وفي الرواية عن رسول الله ﷺ «رب تال للقرآن والقرآن يلعنه».
1/نورانية القلب إذ أنه كلام الله وفيه من العظمة والقوة والرحمة التي تدخل القلب فتهبه الطمأنينة والسكينة، قال تعالى ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ الرعد 28,2/ قراءة القرآن تنزل البركة في المكان الذي يقرأ فيه.
3/قراءة القرآن تؤثر في الأرزاق وتكثر من الخير وسعة الحال، في الرواية «كان سكانه في زيادة».
من الأمور المستحبة والمؤكّد عليها تعاهد القرآن بالحفظ، فقد ورد في الرواية عن رسول الله ﷺ.
«لا يعذب الله قلبا وعى القرآن» وعي قد تكون بمعنى الوعي أو قد تكون بمعنى الوعاء، والوعاء هو ما يحيط ما في داخله من سائل أو جامد.
هو المطلب الأساسي بعد التعلم والتلاوة والحفظ فإن العمل به يكمل إيمان الإنسان، وبه تتقدم الأمم وبخلافه تنتهي إلى الدمار والانحراف. وما حصل في الأمة من مصائب ومشاكل كان بسبب ترك العمل بالقرآن حتى تولى عليها من اتخذوا القرآن ظهريا وحكموا الشهوات حتى توالت المصائب على الأمة.