أليس للمسجد رسالة.. أيها المسلمون..؟؟
المساجد هي بيوت الله تعالى، وقد نسبها سبحانه إليه حين قال: ﴿وأن المساجد لله..﴾ أي لله، وليست لأحد من الناس، ولها قدسية خاصة لا تصل إليها أي مكان آخر في العالم، ولها أحكام، وتشريعات عديدة كثيراً ما نجدها في القرآن الكريم، وفي حديث النبي؟ وحديث آل البيت .
قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ..﴾ فالمسجد يعتبر دستوراً لكل إنسان، ولكل مسلم، ولا يشك أحد ما بأن له رسالة واضحة المعالم حملت في طياتها الكثير من الحكم، والمواعظ التي صححت بها حياتنا، وغيرت بها وجه العالم، والتي نص، وأكد عليها ديننا الإسلامي الحنيف.
وقال سبحانه: ﴿خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ .. زينة معنوية، وزينة ظاهرية روحية، وجسمية، قلبية، وجسدية فهل وعينا ذلك؟ حيث تعد رسالة المسجد أقدس الرسائل في التاريخ، وفيها نزل كتاب الله، ونبوة رسولنا محمد صلى الله عليه، وعلى آله طوال «23 سنة» في مكة المكرمة، والمدينة المنورة بعد الهجرة إليها، وحتى وفاته فيها، وكانت هي مدة رسالته النبوية الخالدة للناس أجمعين.
يقول النبي ﷺ: «كل جلوس في المسجد لغو إلا ثلاثة: قراءة مصل أو ذكر الله أو سائل علم»، فمن يتتبع هذه الرسالة القيمة يجد أنها كانت شاملة لكل الأحكام الصحيحة، والتعاليم العظيمة فلم تترك أمراً إلا وأوصلت فيه التوجيهات لجميع البشر مسلماً، وغير مسلم بلا استثناء.
فمن يدرك ذلك؟
ويقول الإمام علي : «الجلوس في الجامع خير لي من الجلوس في الجنة»، ولكن الأمر الملفت، وما نشاهده هذه الأيام أن رسالته لا تؤثر في الكثير، وخاصة المسلمين منهم، وبالذات المتدينين فأغلبهم يصلون الفرائض الخمس في المسجد، ولكن لا ترى انعكاساً واضحاً على سير حياتهم بل تجدهم متشددين، ومتعصبين لجهة ما، بعيدين عن الخلق، والأدب، والتواضع.
وقد شكت المساجد لله من هجرها، وكذلك المصحف الشريف، كما يروى لقلة الحضور فيها.
كما أن من يحضر فيها للأسف أصبح كثير منهم ذا وجهين، داخل المسجد يتعامل بكل أدب، واحترام، وأما آخر خارجه فتجده يتعامل فيه بتحايل، وعدم مصداقية، وعدم انضباط، وذلك في كثير من جوانب الحياة، وهذا مما يؤسف له أن نصل لهذا الحال.
فيا ترى من الذي استفاد من هذه الرسالة؟
لا الذي في عمله تجد لديه الانضباط، والالتزام، كما أنه لا يطبق تعاليم كثيرة من الدين، ولا الذي في الطريق يحترم قواعد السير رجل أو امرأة، ولا في حياتنا الزوجية نهتم بشيء من ذلك، فالأخطاء من كل الأطراف، فأين موقع رسالة المسجد منا؟
وعلينا أن نفهم شرعاً أنه لا يصح في الإسلام أن يتحول المسجد إلى محل للنزاع، والخلاف، والبيع والشراء ولأي سبب كما في الروايات؟ لأنه بيت يدعو للرحمة، وللإخوة، والتكاتف، والتواد، وما نراه الآن في بلداننا لا يقره شرع، ولا دين حيث تمت محاربة المسجد من خلال إمام الجماعة أو من خلال مسؤولين مشرفين عليه أو من خلال برامج معينة فيه، وغالباً تكون هادفة، ولكن البعض يعاني من أمراض نفسية.
وفي حديث آخر للنبي ﷺ يقول: «الجلوس في المسجد عبادة»، فهل تفكرنا في ذلك؟ حيث لا يشك عاقل في أن المسجد دار للعبادة، والخشوع، والخضوع لله تعالى، ولطلب العلم، وذلك ما عرف به على مر العصور حتى، وإن استغل في جوانب دنيوية، ولأهداف دنيئة كان القصد منها تحقيق مصالح شخصية خاصة لبعض الأفراد البعيدين أصلاً عن الالتزام بالدين.
ومن أهم الإحصائيات: يصل عدد المساجد في العالم إلى ما يقارب من «4 ملايين» مسجد، وأكبرها، وأقدسها المسجد الحرام، ثم المسجد النبوي ثم المسجد الأقصى الذي يضم مسجد ”قبة الصخرة“ وهو أقدم المساجد، ومسجد «قل شريف» في روسيا، وهو الأجمل بين المساجد، ومن أكبرها مسجد «الاستقلال» في إندونيسيا، والتي يوجد بها أكبر عدد من المساجد حيث يصل عددهم إلى «100 ألف» مسجد.
وفي الختام يجب علينا الآن أن: ندرك، ونعي رسالة المسجد الحقيقية التي كلفنا بها رب العباد، وجاء بها النبي الأكرم منذ بداية عصر الإسلام، ورسائله في كل يوم، وفي كل فريضة، ووضع لنا من خلالها أهدافاً، وقيم، ومبادئ علينا أن لا نحيد عنها حتى، وإن تغير الزمان، وإن تغير المكان، وإلا سنكون من الخاسرين، والحمد لله رب العالمين.
والسلام خير ختام.