ليلة القدر
قال الله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ [القدر: آية 1,3]
في ليلة القدر المباركة العظيمة، تتدثر السماء بالنور والرحمة الوفيرة، تتناثر النجوم كالماس في الأفق السماوي، بشرق القمر فيضوي كالبدربأنوار الخجولة.
في هذا الليل العزيز، يتعالى الدعاء والتضرع، تتراقص القلوب بين الأمل والرجاء، تتفتح الأرواح للطاعة والعبادة، ينثر السكينة والسلام في كل زاوية.
في هذا الليل المبارك، تتلاقى السماء والأرض، تتواصل الروحانيات بين البشر والملائكة، تحمل الرياح نسمات البركة والمغفرة، تتوزع الهدايا السماوية على القلوب المؤمنة.
قال تعالى ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ [المطففين: 26]
أيها المسلمون، استعدوا للعشر الأواخر من رمضان ففيها ينزل القرآن بكلامه العظيم، وتسعد النفوس بمغفرة الذنوب والغفران، فاستغلوا الليالي والأوقات في العبادة والتقرب.
في ليلة القدر المباركة، تحدث المعجزات، تتحقق الأماني والأمنيات الصادقة، فلا تفوتوا الفرصة للرجوع والتوبة، استجيبوا لنداء الخالق الرحيم.
في تلك الساعات العظيمة، انشروا السلام والمحبة، ليمتلئ القلب بالعطف والرحمة السامية، وأعلنوا الخير والإحسان في كل الأمكنة، لتعم السعادة والسلام في كل البشرية.
ليلة القدر المباركة هي سر الأسرار، فيها تتحقق الأماني والأحلام الكبيرة، فلنستدرك هذا الوقت المبارك، ونتوجه بقلوب خاشعة ومتضرعة إلى الله العظيم…
ختامًا
أسأل الله أن يُبلّغني وإياكم ليلة القدر، وأن يرزقنا صيامها وقيامها على الوجه الذي يرضيه عنَّا، وأن يكتب لنا أجرها، ولا يفتنّا بعدها، وصلِّ اللهم وسلم على محمد وعلى من والاه إلى يوم الدين.