مدى تأثير الكذب في القرارات الاقتصادية
23 - فبراير-2024
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 53 لسنة 2024
A study by the UMA and the University of California analyzes how lies affect economic decisions
23 February-2024
يلتقي علم النفس مع علم الاقتصاد في سلسلة من الأبحاث الحديثة، بقيادة إسماعيل رودريغيز لارا Ismael Rodríguez-Lara، البرفسور بجامعة مالقا الأسبانية، الذي يتناول بالدراسة مدى تأثير الكذب [1,2] في القرارات الاقتصادية [3] .
هذه الدراسة طرحت بالتعاون مع البروفسور في جامعة كاليفورنيا «في مدينة سانتا باربرا، الولايات المتحدة الأمريكية» غاري شارنس Gary Charness، الذي يعتبر أحد أكثر الاقتصاديين تأثيراً في العالم [يحتل المرتبة الثالثة من حيث التأثير عالميًا] [4] ضمن حقل علم الاقتصاد التجريبي [5] ، والذي قام بتحليل مدى تأثير الأخلاق في درجة الكذب في بعض الأوضاع الاقتصادية [وهي مجموعة العوامل المعقدة / المركبة التي تميز، في فترة معينة، ظرف أو قدرة دولة أو منطقة معينة على إنتاج السلع والخدمات والموارد الأخرى ذات القيمة المبادلة [6,7]].
وقد نشرت نتائج هذا البحث في المجلة العلمية رسائل الاقتصاد [8] .
”في الكثير من القضايا الاقتصادية مثل الإقرار الضريبي [8] أو الاحتيال الضريبي [9] ، على سبيل المثال لا الحصر، من المهم جدًا أن نفهم متى وكيف ولماذا يكذب الناس،“ كما يقول باحث جامعة ملقا.
واستنادًا إلى التجارب التي أجريت العام الماضي في المملكة المتحدة، فقد تبين أن "التكاليف الأخلاقية التي تشمل على وجه التحديد الجوانب غير الاقتصادية التي تحتم أن الناس لا يكذبون [المترجم: التكلفة الأخلاقية moral cost التضحية بشيء من شأنه أن يضيف قيمة أو معنى لحياة شخص كالعلاقات العائلية أو الصداقة وغيرها من العلاقات المجتمعية، حيث هذا النوع من الخسارة في أي منها باعتبارها سلعة شخصية هي خسارة قيمة يمكن أن تضيف معنىً للحياة [11] ].
ما مجموعه ألف شخص خضعوا للدراسة.
”الشيء المعتاد هو اعتبار أن درجة الكذب تتأثر بالمسائل الاقتصادية، مثل الفوائد التي نحصل عليها أو التكاليف المحتملة التي لابد من دفعها، في شكل غرامات،“ تشرح رودريغيز لارا، وتضيف: ومع ذلك، فإن النتائج التي تم التوصل إليها في هذه الدراسة تظهر أن الأخلاق مهمة أيضًا: ”عندما تكون المعلومات التي يُكشف عنها معلومات شخصية، فإن الناس لا يكذبون [أو يكذبون أقل] مما لو كانت المعلومات غير شخصية،“ كما يقول الباحث.
وبهذا المعنى، يوضح الباحث من جامعة ملقا أن هذا يرجع إلى عوامل تتعلق بتوقعات الناس ألَّا يعرضوا أنفسهم لأي إحباط، وكذلك لتمييز أنفسهم عن باقي الناس. "يشعر الناس بتكلفة أخلاقية عالية للكذب عندما تكون المعلومات معلومات شخصية، لأنهم يعرفون أنها كذبة ولا يمكنهم خداع أنفسهم بذلك. وإذا كانت تلك المعلومات غير شخصية، فإنهم يخدعون أنفسهم بالاعتقاد بأن المعلومات التي يكشفونها صحيحة. [المترجم: خداع النفس هو عملية يقوم بها الشخص من أجل رفض الأدلة والحجج المنطقية التي يُقابل بها، أو تبرير عدم أهميتها، أو معارضتها، أو تبرير أهمية معارضتها. ينطوي خداع النفس على إقناع المرء نفسَه بوجود حقيقة «أو عدم وجودها» حتى لا يكشف المرء عن أي معرفة له بالخداع [12] ]
ووفقا للباحث من جامعة ملقا، فإن هذه النتيجة ذات صلة لأن ”الطريقة التي يُطرح بها الموضوع الاقتصادي، يمكن أن يحدد الإجابة المرغوب فيها، مما يحد من الكذب“.