بستان قصر تاروت «التراث، الفن، الجمال، الأصالة»
إذا كنت من عشاق الفن وسحره، وإذا كنت من هواة التراث وأثره، وإذا كنت واحدًا من الذين يتطلعون إلى روعة الجمال وذوقه، هنا وبالتحديد في بستان قصر تاروت، مبادرة بثوب جديد وبحلة جميلة، تنقلك إلى عالم من الإبداع والتميز، أجمل اللوحات الفنية التي تبرز الجمال، تحمل المعاني الكثيرة، فالزائر يستشف فيها ليس فقط الجمال البصري وإنما، جوًا مختلفًا وإحساسًا متميزًا، يكتسب خصوصية وراحة، تتغلب على كل المتاعب، وتنقله إلى عالم آخر، صور مفعمة بالحيوية والإبداع، ومشاهد فنية وأعمال حرفية تراثية، نابضة بالحياة والجمال.
بستان قصر تاروت، يجد الزائر فيه، فن راقي وأصالة من التراث، فن متعدد الجوانب والأهداف، نماذج من الطبيعة الساحرة، فما يقومون به الفنانون المبدعون، تحف تنطق بجمالياتها الغالية الثمن، وبما يمتلكون من روح ومصداقية، في الفن والرسم والتراث، يزينون المكان، وحيث يظهر الجهد الذي يصدح فيه نمط الفن الإسلامي والعربي، تلك الزخارف والنقوشات المعمارية، والأشكال الهندسية، إرث أصيل، تبادلته السواعد المثابرة والمتفانية جيل بعد جيل، منذ آلاف السنين، أثرت منه الجدران والأسقف غنًا وجمالًا، جميعها متناغمة كروح واحدة، جمال منقطع النظير، للوحات الفنية المعروضة، تكتشف فيها مواهبك الخفية، والتي هي بداخلك منذ الصغر، وتوضح شغفك بالفن.
بستان قصر تاروت تراث الماضي، والفنون المعاصرة للحاضر، زهرة المستقبل، يقدم لزواره الكرام فرص كثيرة، منها الإبداع في تزيين منازلهم بسحر كلاسيكي، يضيف قيمة راقية لحياتهم، وهناك تجد المنصة التعريفية، وورش عمل لدعم المواهب والإبداعات المكتشفة حديثًا، تجعل للزائر ولأفراد الأسرة الكريمة، فرصًا للتحدث مع الفنانين والمصورين المبدعين المهرة، وهم كالنحل في بستان الفن والعمل التطوعي، للتعارف عليهم من قرب، وفهم وجهات نظرهم تجاه الفن والتراث وكيف جميعها أصبحت مرآة للحياة السعيدة، جميلة، متميزة، رائعة، بإذن الله تعالى.
ومن الجميل جدًا، أننا ولحسن الحظ، وفقنا بمداخلة صوتية ثرية، من المعلم والفنان التشكيلي الكبير الأستاذ عبد العظيم شلي، ترجمناها كتابة ومفادها، بأن هذا المهرجان ناجح بكل المقاييس، ودلالات النجاح الحضور الجماهيري والشعبي، عوائل وأحفاد، وصغار وكبار السن كذلك من كلا الجنسين، ولولا هذا الحضور ما أصبح المهرجان متميزًا، مؤكدًا الفنان، في نفس الوقت، هذا الحضور الشعبي والاجتماعي المنقطع النظير من الساعة التاسعة مساءً إلى بعد منتصف الليل، دلالة قاطعة على تفاعل الجمهور في المهرجان، وقد أدلى مشكورًا بالتحدث، الفنان المتميز الأستاذ عبد العظيم، قائلًا بصدق وإخلاص كما عودنا، لمست من أكثر الزوار، والقول له مازال، إعجابهم وكذلك حرصهم على الحضور ليليًا مكررًا ليليًا، طوال الفترة الماضية من المهرجان، مما يؤكد أن المهرجان جاذب وزواره في حالة شغف وشوق مستمر، في رؤية الأشياء التي رأوها، وكأن الذائقة لديهم لم تشبع بعد، ومستمرًا أستاذنا الفاضل بالتحدث، هذا المهرجان، مبادرة بستان قصر تاروت بنجاحه وتميزه، يعيدنا إلى الذاكرة، إلى أيام زمان، كانت أندية جزيرة تاروت الرياضية الثقافية جميعها، تحتفل بليالي الأعياد، أمسيات جميلة، ثقافية وترفيهية مسلية، فيها من التمثيل المسرحي والإبداع الفني والأدبي والاجتماعي المتنوع والممتع، رغم الإمكانيات البسيطة والمتواضعة، والحديث ما زالنا ننقله من الفنان المبدع الأستاذ الفاضل، موضحًا، ولكن حرص أهالي الجزيرة، لا يفوتوا ليلة العيد إلا بفرح مبهج، وإن في مهرجان بستان قصر تاروت تراث الماضي وزهرة المستقبل الواعد، أعادنا إلى تلك الأيام الخوالي الرائعة والجميلة، إن كانت أيام زمان ليلة العيد ليلة فرح، لكن مهرجان بستان قصر تاروت تحديدًا، أعاد الفرح السعيد، بشكل متواصل في ليالي شهر رمضان الكريم، وقد اختتم فناننا الجميل والمثابر الأستاذ والمدرب للأجيال، كلامه الجميل، شكرًا للحضور وشكرًا على وجه الخصوص إلى أعضاء جمعية تاروت الخيرية الموقرة، وشكرًا للكوادر المتطوعة وتفانيهم من الرجال والنساء والشباب والشابات والبراعم الصغيرة ورود البستان، وللداعمين والرعاة لهذا المهرجان، وكل المبادرات الجميلة في جزيرتنا الغالية، ولليد البيضاء المعطاء، هذا المهرجان وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى ثم بالجهود الكبيرة المبذولة من الجهات الرسمية والأهلية، في حالة استمرار ونجاح، ومن ألق إلى ألق، وأضاف لا ننسى القفزة النوعية لهذا العام 1445 للهجرة، من حيث التنظيم الرائع والإضاءة المبهرة والتي أعطت حيوية وأيضًا الأرصفة وحبات الحصى ناصعة البياض، المسمى بالكنكري، والذي أبعد عن ما كان عليه السنوات الماضية، من الرمل الذي كان معيقًا للناس والأتربة المثيرة للغبار، وإنه ورغم الأجواء وتقلبات الأجواء، إلا أنه مازال المهرجان يتمتع بالحيوية والنشاط والإبداع، وبحضوره المكثف ومن جميع المستويات من داخل الجزيرة ومن المناطق المجاورة، ودول الخليج والمقيمين والسائحين الزوار حفظهم الله، وهذا بتوفيق من الله.
بستان قصر تاروت في نسخته الثالثة «3» تغطيات إعلامية احترافية وبتقنية عالية الجودة، جولات سياحية، مسار يومي لتكتشف آثار القلعة وبيوت الديرة القديمة والمتاحف وبها تراث الماضي «تراث الأجداد» مطاعم شعبية فاخرة، ألعاب ترفيهية للأطفال بجانبها حديقة مائية ممتعة، عرضات شعبية، وفكلور زفة المعرس والمسحراتي، فعاليات متنوعة للعوائل والزوار القادمين وعلى مدار الساعة، مراسم للفن التشكيلي الرائع وورش عمل، للبراعم صغار السن «الأطفال» وذلك لتنمية مواهبهم وصقلها، وحيث التسلية والمرح.
إن الجميع بمبادرة بستان قصر تاروت، كبير وصغير، يؤكدون وللمرة تلو المرة، وبكل ما يملكونه من طاقة، إنهم فرحون ومسرورون بحضوركم ومرافقيكم ومشاركاتكم الفنية والتطوعية، والكوادر الفتية الشابة سعداء باستقبالكم وضيافتكم، فالدعوة عامة لكم ولأفراد الأسرة الكريمة ومعارفكم، وبالرحب والسعة وبحضوركم يتم الفرح والبهجة والسرور والسعادة، فلا تفوتكم الفرصة من الحضور والتعرف والاطلاع والمشاركات التطوعية الخيرة.