آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

نسخة القرآن الكريم الموقوفة على مسجد آل أبي خمسين «3»

محمد علي الحرز

الجزء الثالث:

تعريف:

أول الجزء: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ [1] .

آخر الجزء: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَىٰ بِهِ ۗ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ [2] .

الناسخ: الخطاط المبدع الشيخ محمد بن علي البقشي «1291 - 1375 هـ ».

تاريخ النسخ: يوم الجمعة 9 ربيع الثاني سنة 1335 هـ 

قال في نهاية الجزء الثالث: ”قد وقع الفراغ من كتابة هذا الجزء الشريف بعون الله وحسن توفيقه صبيحة يوم الجمعة المبارك تاسع ربيع الثاني من أشهر السّنة الخامسة والثلاثين بعد الثلاث مئة والألف من الهجرة النبوية على مهاجرها وآله ألف ألف الثناء وأكمل التحية“.

محل الوقف: مسجد آل أبي خمسين في حي الفوارس بالهفوف.

اسم الواقف: المرجع الديني الفقيه الشيخ موسى بن الشيخ عبدالله آل أبي خمسين «1298 - 1353 هـ » [3] .

نص الوقفية: جاء في بداية الجزء: ”بسم الله تعالى، قد أوقف الرّجل المكرم الشيخ موسى بن عبدالله أبي خمسين، هذا الجزء مع تسعة وعشرين جزء من كتاب الله للقراءة الفواتح، وغيرها من انتفاع المؤمنين لوجه الله تعالى 9 شعبان“.

قد خصص في الوقفية مجال الاستخدام:

- الاستخدام في الفواتح.

- القراءة في المسجد من قبل المصلين.

التجليد: الجلد الأحمر القاني، وعطفه أحمر فاتح، ومبطنة بالكارتون الصلب، مع وجود نقش في الجهة الأمامية منه، في بعض الأجزاء.

قياس الجلدة: 16 x 23سم.

عدد الأوراق: 17ورقة.

عدد الأسطر في الصفحات: 10 أسطر.

نوع الخط: خط النسخ الجيد.

الملاحظات: على بداية الجزء من القرآن الكريم أثر الرطوبة مع تمزق أسفل الورقة، كما يوجد تأكل في أطراف بعض الصفحات، ومع ذلك الجزء كامل خالي من النقص والتلف، ونجد بأن البقشي لا زال في نهاية كل جزء يتفنن في انتقاء الزخارف والتشكيلات الجميلة ليختم بها الجزء، ويسجل تاريخ الفراغ من الجزء فيها.

الخصائص الفنية للرسوم والزخارف المستخدمة في تزويق أجزاء القرآن الكريم التي خطها الشيخ محمد البقشي قدس الله سره

«الجزء الثالث»

الدكتور سعيد الوايل

مقال محمد الحرزباحث في الفنون التراثية والزخرفية

حضي الجزء الثالث من القرآن الكريم الذي خطه الشيخ محمد البقشي قدس الله سره بتخريجات فنية مختلفة منها:

- اعتماده على الخطوط المستقيمة البرتقالية اللون كحدود للنص القرآني داخل الصفحة.

- قد يعمد الشيخ إلى إزاحة الخط أو جزء منها كي تستوعب زيادة الكلمات أو الحركات في السطر، وهو ما يعني أن التسطير ورسم خطوط الإطارات الخارجية للصفحات جاء بعد كتابة النص القرآني.

- حرص الشيخ محمد على التنويع في استخدام الإشارات والرموز الفنية المستخدمة وعدم البقاء على شكل أو نمط فني موحد، وهي ميزة تحسب لصالح الذوق الفني الراقي والحس العالي للشيخ بالبعد عن الجمود والرتابة، فإذا كانت الأشكال الهندسية المنبثقة من الصفحة والتي تشير إلى بداية جزء جديد في «الجزء الثاني» السابق هي أشكال مستطيلة، فهو هنا يغيرها إلى شكل الدائرة في الِإشارة إلى بداية «الجزء الثالث». إضافة لتمييز السطر الأول من الجزء الثالث وحصره داخل إطار مستطيل منفرد.

مقال محمد الحرزالتقسيم الزخرفي في نهاية الجزء الثالث:

يجب ملاحظة أن الشيخ محمد أدرك أن الصفحة الأخيرة للجزء الثالث سوف يظهر بها فراغ كبير لأنه لم يبق سوى سطر واحد من هذا الجزء كما حدث معه في الجزء الأول، لذلك تدارك الأمر بإضافة الآيات «سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»

مقال محمد الحرزإضافة للآية:

«وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»، وقد أضاف لهذه الآيات ما يميزها من الأسلوب الذي عرف عنه بالتنقيط للفراغ الذي يحيط بالسطر والكلمات.

يخصص الناسخ الشيخ محمد البقشي الصفحة الأخيرة من الجزء الثالث بكتابة الشاهد الذي يشير إلى وقت وتاريخ كتابة هذا الجزء ويميزها بزخرفة مركزية كبيرة كختام لهذا الجزء بتسطيره في فراغ متدرج يتسع في السطر الأوسط ثم يعود ليكمل تدرجه.

 

 

 




 

[1]  سورة البقرة: 253.

[2]  سورة آل عمران: 91.

[3]  من أعلام الأحساء البارزين المرجع الديني الفقيه الشيخ موسى بن الشيخ عبد الله بن حسين أبو خمسين «1298 - 1353 هـ »، وُلِد بمدينة الهفوف، وهاجر إلى النجف سنة 1310 هـ ، فدرس على علماءها وبلغ الاجتهاد. ورجع إلى بلاده وقد تولى المرجعية الدينية في حدود عام 1325 هـ . اشتغل بالتدريس في الحوزة العلمية التي أسسها عمه المرجع الديني الشيخ محمد آل أبي خمسين في مسجده بمدينة الهفوف. توفي أثناء عودته من سفره من بلاد فارس في مدينة خانقين، على الحدود العراقية وحمل جثمانه إلى النجف ودُفِن بها في الصحن العلوي الشريف، آية الله الشيخ موسى آل أبي خمسين رمز القيادة والمرجعية: 29 - 330.