آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

حملة الدين ومسؤلياتهم

جمال حسن المطوع

يبذل علماء الدين وخطباء المنابر جهدًا مضاعفًا من خلال شهر الخير والبركة في توعية وإرشاد وتوجيه المجتمع بكل شرائحه في تثبيت الثابت من الشريعة الإسلامية ورفع الشبهات التي دُسّت من قبل ضعفاء العقول وقصيري النظر والمشككين الذين تنقصهم المعلومة الصحيحة والنقل والتعليق الخاطئ، فتراهم يشرقون ويغربون ويرهقون بما لا يعلمون.

من هنا يحاول نخبة من العلماء والخطباء الأفاضل بذل جهود مضنية لاستغلال هذه الفرصة في شهر الخير لبث التوعية الدينية على أصولها وتوضيح المتشابهات من الأحكام الشرعية والعقائدية والحث على الالتزام والتمسك بما ينفع الناس والعمل على نشر الألفة والمحبة والوفاء وصدق الأمانة، حتى تسود الثقة في المجتمع ولا يكون هناك مجال للتفكك والفرقة واختلاف الآراء أو وجهات النظر ونقل المعلومة الصحيحة بعد فحص صحتها وسندها وغربلتها ليكون المتلقي مطمئنًا ولا مجال هناك للمجادلات الكلامية والأخذ والرد خاصة وأن هناك نقاشًا دائرًا بين فريقين في رؤيتين مختلفتين عن النهج القرآني والحديث النبوي، وهل هناك فعلاً تعارض في بعض التفاسير القرآنية والرؤية إلى الأحاديث الواردة عن العترة النبوية.

كل هذا يتطلب جهدًا مضاعفًا من أهل الاختصاص وحملة العلم في توضيح الواضحات ورسم صورة تخصصية ونموذجية، حتى يُقنع الطرف الآخر أن كل ما يُعلق عليه، ويطرح له دليلاً يقينياً لا غموض ولا لبس فيه، بل يكون على قاعدة صلبة من الثقة والاطمئنان لا مجال فيه للشك والارتياب، وعلى المشككين في هذا المجال أن يكونوا متقبلين للنقاش والمحاورة بقلب مفتوح، وعلى المتصدين كالعلماء والخطباء أن يتحلوا بسعة البال والصبر والأناة، حتى لا يؤدي إلى عدم قبول كل منهم للآخر، وفي نهاية المطاف قوة الدليل والحجة والبرهان هي الفيصل.

ومن هنا نناشد أهل العلم والاختصاص من الفريقين، علماء وخطباء أن يغتنموا هذه الفرصة الثمينة من أيام وليالي هذا الشهر الكريم في تثبيت الثابت من تعاليم الدين والشريعة الغراء قولاً وفعلاً وبطمس كل ما يتعلق من شوائب أو عوالق سلبية المضمون والهدف، حيث في النهاية لا يصح إلا الصحيح.