شهر الصوم على لسان الشعراء
دائما ًما أحن إلى الكتابة في شهر رمضان لِما لذلك من ذكريات جميلة وفضل كبير. ودائماً ما استذكر تلك العناوين التي سجلتها في الكتابة في هذا الشهر الفضيل «أخلاقنا في شهر رمضان - الصوم في كلماتهم - الصوم في نظر الآخرين...».
ولأن هذا الشهر الكريم له الفضل العظيم ففي كل مرة أصدّر مشاركتي ببعض الروايات والأحاديث الواردة في فضله، فعن الرسول الأكرم ﷺ قال «إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة، وغُلّغت أبواب النار وصُفّدت الشياطين» [1] .
وقال «عليه الصلاة والسلام» «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه» [2] .
وقال الإمام علي 
في فضل شهر رمضان «فرض الله الصيام ابتلاء لإخلاص الخلق».
وقد تكلّم الكثير من العلماء والحكماء في فضل هذا الشهر وفضل الصيام على المستوى الروحي والصحي سواء أكانوا عرب أو غيرهم ومسلمين أو غير مسلمين وقد أعددنا مشاركة خاصة بشأن هذا الموضوع، وعلى هذا الأساس انبرى الكثير من الشعراء أيضاً ليسطّروا في أبياتهم تمجيدهم لشهر رمضان وفضله في مختلف الأزمنة والعصور، فهذا «البحتري»، في قصيدته التي يهنئ فيها المعتصم بالله العباسي بشهر رمضان، يقول:
بالبر صمت وأنت أفضل صائم
وبسنة الله الرضية تفطر
ولو أن مشتاقاً تكلف فوق ما
في وسعه لسعى إليك المنبر
وهذا تميم الفاطمي وهو ابن حاكم مصر في عهده يتمنى لو كان شهر الصيام حولاً كاملاً، فيقول:
يا شهر مفترض الصوم الذي
فيه الضمائر بالإخلاص في العمل
يا ليت شهرك حول غير منقطع
وليت ظلك عنّا غير منفصل [3] .
وقال ابن الرومي في قدوم شهر رمضان:
أتى رمضان مزرعة العباد
لتطهير القلوب من الفساد
فأدِّ حقوقه قولاً وفعلاً
وزادك فاتخذه للمعاد [4] .
أما أمير الشعراء «أحمد شوقي»، فيقول في شهر الخير حيث يدعو إلى التخلي عن العيوب والآثام: -
يا مديم الصوم في الشهر الكريم
صم عن الغيبة يوما والنميم
ويقول أيضاً:
وصلِّ صلاة من يرجو ويخشى
وقبل الصوم صم من كل فحشا [5] .
وأخيراً يقول المعاصر الاحسائي الشاعر راضي السروج:
يا مرحباً رمضان شهر الوناسة
شهر الكرم والجود شهر العبادة
شهر الكرم والجود عالي قياسه
تسطع أنواره ويفتخر بالسيادة [6] .
هكذا هو هذا الشهر الفضيل في فضله وفي أوقاته وساعاته وأيامه، هكذا هو الشهر الكريم على لسان الشعراء الكبار الذين عرفوا حق صومه ودرجاته، نسأل المولى الكريم أن نوفق لصيامه بتمامه ويغير حالنا وأحوال المسلمين فيه إلى أحسن حال أنه سميع مجيب.
