آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 7:28 م

حركة المرور وشهر رمضان المبارك

عبد الله حسين اليوسف

شهر رمضان المبارك يهل علينا في كل سنة، وتتغير فيه الأجواء وتزداد النفحات الروحانية ويبدأ تنظيم الوقت حيث تحدد الشريعة الإسلامية بدايته ونهايته مرتبطة بالهلال رؤية والتحقق من ذلك، وإعلان شهر رمضان المبارك وبداية الصيام.

ويتعين من ذلك بداية الإمساك عن الطعام والشراب وباقي المفطرات من بداية الفجر الصادق إلى غروب الشمس.

ولقد لاحظت الحركة السريعة في الطرق الفرعية والداخلية وعند التقاطعات والدوارات وكأن الجميع يبحث عن إنجاز الوصول وقطع المسافة بأقصر وقت ممكن وكأن وراءهم معاملة مهمة أو حالة إسعافية.

ونرى بعضا من تلك الملاحظات بشكل سريع ربما الكثير منا عنده وفي جعبته ما يفوق ما ذكر هنا:

1- السرعة الزائدة في الطرقات والتنقل من مسار إلى آخر بدون إعطاء إشارة.

2- التجاوز من جهة اليمين وهذه الظاهرة مزعجة وأصبح الذي يرغب في سباق الآخرين يتجاوزهم عن طريق اليمين بدل اليسار سابقاً فكيف تغير هذا المفهوم لم أدرك السبب وراء ذلك فأترك الإجابة على هذا السؤال لقراء المقال.

3- الدوارات في الطرق الداخلية والخارجية أصبحت تؤدي إلى قلق للقادمين إليها والذي يصل إلى الدوار يدعو بالسلامة ويقدم الصدقة ويذكر الشهادتين أن يمنحه الله الصبر والسلوان وأن يصل إلى بيته سالماً غانما ولاحظنا عدم الالتزام بالمسارات والتجاوز من اليمين الذي يؤدي إلى حوادث جمة في الفترة الأخيرة.

4- عدم فسح الطريق أو التنازل عن جزء من حقك في الطريق كي يمر الجميع بسلام فربما هناك من يحتاج أن يفسح له الطريق، وكما ورد في الآية الكريمة:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ [المجادلة: آية 11]

5- أما السرعة عند الفطور والسحور فحدث ولا حرج قد ترى أم المعارك وكذلك عند المحلات التجارية وكأن شهر رمضان المبارك سلة غذائية وأطعمة وأشربة.

تذكر هنا أنك تريد الوصول إلى المنزل وتجتمع مع العائلة لا تعكر ذلك الصفو بتعريض الآخرين للخطر أو نفسك إلى التهلكة أو يقع ما يحمد عقباه.

6- أما السفر الطويل في شهر رمضان المبارك يحتاج إلى تنسيق من ناحية الوقت وحساب المسافة وتجهيز السيارة من كل ما يلزم والتأكد من سلامتها بالصيانة الدورية وعليك حمل بعض التمر والشراب مثل ماء وغيره.

كي لا تستعجل وتعرض نفسك والآخرين للخطر بل أفطر في سيارتك وراع وقت الذروة وتجنب السفر الطويل، وفي حالة الإرهاق خذ قسطا من الراحة في محطة الوقود وتوجد غرفة بالإيجار لوقت محدد تستطيع أخذها وتفطر وترتاح وتصل إلى أهلك ووجهتك سالما وأنت تدعو الله أن يحفظ الجميع.

7- الجوال نعمة ونقمة وليس عنه غنى، أصبح هويتك واتصالك بالعالم لكن لا تجعله في هذا الشهر الكريم وسيلة إلى حتفك أو الضرر الذي تريد الوقاية منه وكلنا نحتاج ضبط استخدامه في كل زمان ومكان.

8- على المرضى أخذ العلاج بين وجبتي الفطور والسحور كي لا تؤثر على حالة الصائم والقيادة في الطريق وتحتاج ضبط الجرعة بالرجوع إلى الطبيب المعالج وحمل أدويتك معك وصورة الأدوية المستخدمة في جوالك حتى تستطيع الحصول عليها في الحالات الطارئة.

أ/ وقياس السكر والضغط بانتظام ومعرفة وقت نزول السكر والضغط لديك وأيضا وقت انخفاض السكر خصوصا آخر ساعات الصيام.

ب/ مع متابعة قياس الضغط والسكر وتسجيل ذلك وعرض النتائج على الطبيب المعالج وفي حالة الاستفسار الاتصال على «937» في وزارة الصحة وتجد الإجابة على كل ما تريد بإذن الله تعالى.

9- الاستماع إلى قراءة القرآن الكريم والأذكار يساعد على الاطمئنان في قيادتك واستثمار الشهر الكريم بالتسبيح والاستغفار.

حتى يخفف عليك بعد المسافة وقطع الطرق للوصول إلى وجهتك وأنت في ذكر دائم.

10- ونؤكد هنا مراعاة القيادة في وقت الفطور وعدم السرعة في الأحياء المليئة بالأطفال أو النساء وكبار السن من يعبرون الطريق وخصوصاً عند المساجد حيث يكثر المصلون في شهر رمضان المبارك فيتسابقون إلى الوصول إلى السيارة وقيادتها بأقصى سرعة بعد نهاية الصلاة.

وأخيراً لنجعل رمضان بلا حوادث وكل عام وأنتم بخير لا فاقدين ولا مفقودين.

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا [مريم: آية 96]

الْلَّھُم أَهِلَهُ عَليْنَا بِالْأمْنِ وَالإِيْمَانِ وَالْسَّلامَةِ وَالْإِسْلَامِ وَالْعَوْن عَلَى الْصَّلاةِ وَالصِّيَامِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآَنِ الْلَّھُمّ سَلِّمْنَا لِرَمَضَانَ وَسَلِّمْهُ لنا وَتَسَلَّمْهُ مِنّا مُتَقَبَّلاً يا رب العالِمينْ.

مُباركٌ عليْكم شّهرُ رمضان وكل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة.