آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

تجديد الاحتفالات المحلية

المهندس أمير الصالح *

قبل عدة سنوات، تم نشر تحقيق صحفي في العديد من المجلات الخليجية عن انتهاك بعض العمالة المنزلية الآسيوية لعقيدة المجتمع العربي الخليجي الإسلامي من خلال تمرير طقوس غير إسلامية للأطفال الصغار داخل بيوت الكفلاء. فبسبب ملازمة أطفال الكفلاء لبعض الخادمات اللاتي يمارسن طقوسًا عبادية غير إسلامية، سواء أمام نار الأفران أو عند إطلال أبقار حيوانية على شاشات التلفاز أو في فترة الصباح حيث تعقد بعض العاملات طقوس اليوغا، نشرت عدة جهات أكاديمية عربية تقارير تحذيرية عن مخاطر انخراط الأطفال لعدة ساعات طوال في مشاهدة التلفاز والقنوات الفضائية، بثها وغيثها.

حاليًا، ومن خلال ما يبثه عالم تأثير الإعلام العالمي، نسمع ونرى تقليد الشباب لجملة من الطقوس المستوردة من أقصى الأرض من خلال محاكاة ما يتم بثه من بعض صناع المحتوى الفردي في تطبيقات التيك توك ومحاكاة لبعض البرامج التلفزيونية العالمية والتغطيات العالمية لبعض الطقوس غير الأخلاقية. حتى أضحى للبعض من الفتيات والشباب في بعض الدول العربية والإسلامية وغير العربية، ومن دون إدراك منهم، تقليد تام لعادات وتقاليد وطقوس متجذرة في عقائد ومجتمعات لا تنتمي للإنسانية.

السؤال: هل لدينا فقر في عدد المناسبات، الاحتفالات، والابتكارات الاجتماعية المبدعة لإنجاح المناسبات؟

حسب علمي، لدينا احتفالات دينية تقل أو تزيد طبقًا لمباني فقه الإنسان المسلم:

1. احتفالات ذكرى مولد النبي محمد ﷺ
2. احتفالات ذكرى الإسراء والمعراج
3. احتفالات ذكرى المبعث النبوي الشريف
4. احتفالات ذكرى مولد السبط النبوي الأول ”مولد الإمام الحسن - النصف من شهر رمضان“.
5. احتفالات ذكرى مولد المهدي الموعود ”الإمام المهدي - النصف من شهر شعبان“
6. احتفالات ذكرى مولد الإمام علي
7. احتفالات ذكرى الأئمة من آل بيت النبوة ”الإمام الحسين، العباس، الإمام زين العابدين“.
8. احتفالات ذكرى سائر أئمة آل بيت النبي ”الباقر، الصادق، الكاظم، الرضا، الجواد، الهادي، العسكري“.
9. احتفالات عديدة أخرى

وأيضًا لدينا احتفالات وطنية عديدة ومتنوعة، مثل:

اليوم الوطني، يوم التأسيس، يوم العَلَم... إلخ.

لدينا أيضًا احتفالات أسرية:

10. ذكرى ميلاد الأب، الأم، كل فرد في العائلة
11. ذكرى عيد زواج الوالدين
12. حفل التخرج لأحد الأبناء
13. حفل التوظيف والتعيين
14. حفل الرجوع من الابتعاث
لدينا أيضًا احتفالات اجتماعية:
15. حفل الخطوبة
16. حفل عقد القرآن
17. حفل الزفاف
18. اجتماع ليلة/يوم الجمعة
19. تبريكات دخول شهر رمضان المبارك

وكذلك عدد ليس بالقليل من انعقاد ذكرى إحياء الراحلين عنا من الأنبياء والأولياء والأقارب ومناسبات العزاء الأخرى. فضلاً عن مناسبات الرجوع من الحج أو الزيارة والخروج من المستشفى والانتقال إلى السكن الجديد وحفل تملك سيارة جديدة وحفل ولادة الحفيد الأول... الخ.

إذاً، ليس لدينا فقر أو شح في المناسبات، وإنما نحتاج إلى إعادة برمجة هيكل انعقاد بعض المناسبات لكي تكون ملهمة ومبدعة وجذابة لأبناء الأجيال الصاعدة، فهم خلقوا لزمان غير زماننا. وحبذا عقد ورشة عمل استفتاء يؤمن انخراط الشباب في صياغة كامل برامج الاحتفالات الأسرية واستنطاق طاقاتهم. أتطلع من كل إداري لأي مناسبة أن يرسم احتفالات توظف طاقات الشباب وتعيد حيوية البرامج وتعطي للجميع فرصة الانطلاق والاندماج وروح الانتماء. فنحن أغنياء بما لدينا، ولكن أسلوب العروض قد تنتابه الملل ويضحى في البالية أدى إلى أن ينظر البعض من شبابنا إلى ما عند غيرنا بأنه أفضل مما عندنا ويقلدهم تقليدًا أعمى انبهارًا بهم أو انكسارًا منه في شخصيته أو نبذاً منه لما لدى بني قومه أو مقتًا منه لاحتكار الآخرين للمناسبات وأساليب إدارتها وركاكة البرامج!

فهل لهذا الطرح صدى وتفعيل على أرض الواقع؟ وحينذاك، هل سيكتفي شبابنا وفتياتنا باحتفالات مجتمعاتهم وأوطانهم أم يومذاك أعينهم تتطلع لما عند وفي أيدي غيرهم؟