”ولد الدفعة“ رواية بحرينية أحد أهم أبطالها من تاروت
رغم فقدانه نعمة البصر جراء مرض عضال انتابه أثناء مكوثه في البحرين، كان ابن تاروت الحاج شعبان مثل شمعة أضاءت الطريق لجيرانه البحرينيين ببعد نظره واتساع أفقه، ذلك حينما عاش بينهم في بداية القرن الماضي.
”طالما أذهله الحاج شعبان ببصيرته تلك، فهو يمتلك حواسًا تفوق المبصرين..“ هكذا كتب الروائي البحريني عيسى مبارك عن الحاج شعبان في روايته «ولد الدفعة» واصفًا الرجل الذي تعددت مواهبه فتخطت اتساع الفهم إلى احتراف أدق المهن.
لم يكن الحاج شعبان العامل المشترك الوحيد بين البيئتين في البحرين والسعودية في الرواية التي كتبها مبارك لتعكس جوانبًا من حياة القرية والمدينة البحرينية في أوائل القرن الماضي. فجوانبها الأخرى تناولت أحداثًا حلوة وأخرى مرة عاشتها المنطقة عمومًا، ومنها مرض التراخوما الذي تسبب في عمى الكثيرين، ووباء الطاعون الذي راح ضحيته الآلاف، وامتهان البحر والغوص الذي احترفه كثير من الرجال، بل وحتى الكارثة البحرية الأصعب على المنطقة والتي أطلق على عام حدوثها بـ «سنة الطبعة».
أشار مبارك إلى أنه واجه مصاعب جمة في الوصول إلى ما يوثق أهم أحداث المنطقة آنذاك للكتابة عنها. فتعدُد الروايات الشفاهية وندرة الكتابة الموثقة عن أحداث رئيسية مر بها المجتمع ألجأته للتنقيب عما كتب عنها في المصادر الأجنبية كالدراسات والوثائق والمذكرات، واليوميات، والمقالات، والصور. وأضاف: ”مجريات رواية «ولد الدفعة» تناولت الفترة بين 1904 وحتى 1925، وهي فترة شهدت الكثير من التطورات، ولعبت فيها أطراف كثيرة في المجتمع كان لها الأثر الكبير على تشكيله وتغيير مجرى أيامه. ففي هذه الفترة التاريخية تشكلت مجالس اجتماعية ونظامية ومرت حوادث تتعلق بالمهن مثل الغوص والزراعة والتجارة كما أثرت في مجرياتها حركات متضادة من الداخل والخارج كالحركات الدينية مثل التبشير والمؤثرين الاجتماعيين. كانت مرحلة تتطلب الكثير من الدراسة لفهمها والكتابة عنها.“
الرواية هي الثانية لعيسى مبارك بعد روايته ”ميغاهيرتز“ التي أصدرها في 2021. والرواية الجديدة من إصدارات دار تكوين في جدة، من مطبوعات نوفمبر 2023، وهي متوافرة في عدد من مكتبات المملكة.