آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 9:58 م

حظّك يحطم الصّخر

ليلى الزاهر *

الحظّ خطّة سحريّة لاتكتمل إلًا بشروط، يلتقي الإنسان الناجح بالحظ لأنه يعمل كثيرا ويجتهد بإصرار، ولايوجد إنسان لايدور له دولاب الحظّ مادام ساعيًّا مُجدّا، راغبًا في الوصول لأهدافه، ويعمل بقوة من أجل تحقيق أهدافه.

يقول الإمام علي : «ما رام امرؤ شيئا إلا وصل إليه أو ما دونه»

ولكن لابد من التّأكيد على أهمّية عدم الاستسلام والخضوع لليأس والكسل والابتعاد عن جميع المثبطات البشريّة والهزائم الفكريّة.

وحبذا لو كسر الإنسان ذلك المنظار الذي ينظر من خلاله بنظرة تشاؤمية للحياة العملية، تقعده عن العمل، وتضعه في دائرة الاكتئاب لأنه فشل في أمر ما، ونسي أن الفشل يكون أحيانًا بوابة لحياة جديدة تملؤها السعادة.

ولانستطيع نفي وجود الحظ فهو مذكور في القرآن الكريم:

﴿وَ ما يُلَقَّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَ ما يُلَقَّاها إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ «سورة فصلت: 35»

‏إذ لا يلتقي بالحظّ إلا من أوتي سهما جليلا من كمال النفس والأخلاق الرفيعة.

‏فإذا لاح الحظُّ في طريقك وأنت شخص كسول فبادر بشكر الله واطرد عنك براثن التقاعس.

يقول الفيلسوف البريطاني راسل:

ليس للجاهل سوى الحظ، سواء في إخفاقه أو تفوقه.

والتّعبير الدّارج على ألسنة النّاس

«حظه يفلق الصّخر» نِتاج توفيق إلهي استغله صاحبه وطلب المزيد من النجاحات ولم يعبأ بتقلبات الحياة نزولًا وإخفاقًا ‏⁧‫فجمع بين الماء والنّار في يدٍ واحدة.

وتنطوي وجهة نظري على أهمية التّنبّه إلى اللحظة المناسبة لإقبال الحظّ واستغلال ذلك بزيادة جرعات العمل أثناء تواجده كما أشاد بذلك المفكر اليوناني سوفوكليس عندما قال:

«لا يمكن للحظّ أن يساعد من لا يفعلون شيئا»

كما يقول في موضعٍ آخر:

«يجب أن نعامل الحظ كما نعامل الصحة نتمتع به إذا توفر ونصبر عليه إذا ساء».