شهر العطاء
﴿مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ .
وفي الحديث: «ما آمن بي من بات شبعانَ وجارُه جائعٌ إلى جنبِه وهو يعلم به»
آياتٌ كثيرة وأحاديث متعددة وأقوال من الأئمة لا حصر لها تتحدث عن فضيلة الإنفاق بشكل عام في أيّام وشهور السنة وبشكل خاص في شهر رمضان المبارك، جعله الله عز وجل شهر خير وبركة وقبول للجميع.
هذا الشهر من فضائله المتعددة فضيلة الإنفاق حيث يتضاعف فيه الأجر والثواب وهذا ما نلمسه فيه من تكافل اجتماعي والمسارعة في دعم المشاريع الخيرية ومساعدة الفقراء بشكل متزايد اتباعاً لخطى الرسول ﷺ والأئمة ، هذه الأيدي البيضاء السخية تساهم في استمرارية عجلة العمل الخيري سواء على المستوى الشخصي بين الأقارب والأهل والجيران وعلى نطاق أوسع بدعم مشاريع الجمعيات الخيرية التي تقوم بأعمال جليلة يشكر كل القائمين على هذا العمل الطيب جعله الله في ميزان حسناتهم.
الإنفاق إحدى المسائل العبادية أهمية، ما هو إلا بذرة تنمو وتزدهر لا يعرف كم من الثمر يعود على صاحبها من البركات والخيرات وحفظ النفس بدعاء فقير أدخل عليه السرور في وقت يعيش فيه ظنك الحياة وتعسر الحال، قوة المجتمعات دائماً بتكافلها وتعاضدها وهذا لم يتأتّى إلا بالوازع الديني ومكارم الأخلاق التي حثّ عليها الرسول ﷺ والأئمة من بعده، وقام بواجب العطاء والإنفاق أصحاب النفوس الطيبة اتباعاً وتلبية للواجب بروح مطمئنة راضية سعيدة بما تقدّمه من عطاء، مما يولد مزيداً من الترابط والتراحم والتآخي والمحبة بين جميع أفراد المجتمع.
﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾
فالعطاء المادي قليلٌ في ما قُدّم من عطاء الأنفس حتى تبقى رسالة الإسلام خالدة تنير سماء الدنيا، أئمة أهل البيت قدّموا أنفسهم الطاهرة وأرواحهم الزكية فداءً للدين وبقائه وقدوة صالحة للأجيال المتعاقبة، فليس غريباً على أتباعهم كل ذلك التفاعل والتسابق لفعل الخيرات وإدخال الفرحة والسرور على قلب الأئمة بمثل تلك الأفعال الجليلة، فالمنفق تخلّص من قيد الأنانية وحبّ الذات إلى آفاق أخرى تدلّ على مكارم الأخلاق وحسن التربية حيث روّض نفسه على عمل الخير بكل سرور، أكثر أصحاب الوجاهة والتقدير والاحترام هم أهل العطاء كم هي قيمة دعاء فقير ليس بينه وبين السماء حجاب، رغم الكثيرون يرفضون ذكر أسمائهم كمتبرعين إنما يقدّمونه واجباً دينياً ومسؤولية اجتماعية.
هنيئاً لأصحاب العطاء رزقهم الله في الدنيا البركة في أموالهم ويحفظهم بفضل جودهم وكرمهم، وفي الآخرة جزيل الأجر والثواب، وكثر الله تعالى من أمثالهم، في زرع بذور الخير والمحبة في مجتمعاتهم.