ما هو معنى ”اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن (ص) ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً...“
ينبغي أن نتأمل جميع الأدعية التي نقرؤها لأن فيها كنوزاً معرفية وروحية تعرج بمن تبصر بها، فيكون قراءته للدعاء معنى خاصاً في الارتباط، ولا نردد الدعاء بأطراف ألسنتنا دون أن ندرك حقيقة الدعاء.
فحين ندعو الله سبحانه وتعالى لمولانا ولي النعمة الحجة بأن يلبسه الله مقومات رسالته ونجاح دعوته وأمل المستضعفين من عباده، فتقول:
اللهم اجعله ولياً، أي يكون ولي كل نعمة أنعمها الله على عباده، صغيرها وكبيرها.
وهذا الدعاء له شاهد في القرآن الكريم في مقام النبي الأعظم محمد ﷺ، وهذا موعود جميع الأنبياء.
فقال تعالى: ﴿... وَ ما نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ... «74»﴾ التوبة.
وحينما تقول في الدعاء «وحافظاً»، أي حافظاً لدين جده رسول الله ﷺ، ومشرفاً على تنفيذه، وحافظاً لحياة الناس وأرزاقهم وجميع شؤونهم.
وحينما نقول في الدعاء «وقائداً وناصراً»، أي أننا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يكون قائداً وناصراً لدينه القويم وصراطه المستقيم، فنسعد بذلك.
وحينما نقول في الدعاء «ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً»، أي ندعو الله سبحانه وتعالى أن يكون مولانا الحجة دليل المتحيرين، وعين المتبصرين، وهادي المضلين، وملاذ التائبين، ومهوى قلوب الصادقين، حتى يظهر أمره في الدنيا ويمد الله سبحانه في دولته الكريمة فيطيعه كل من في الأرض، وتسلم له الإنس والجن، وتملأ الأرض به قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت جوراً وظلماً.
هذا والله ورسوله أعلم.
نسأل من الله سبحانه وتعالى أن يمتعنا بهذه الدولة الكريمة ونعيش أيامها بحق محمد وآل محمد.