قلوبنا في اشتياق إلى لقياك...
هكذا والله تنطلق زغاريد المسيرة المباركة من وهج إلى وهج ومن غبطة إلى غبطة محملة بأزهى وأعبق الولاءات الإيمانية والنفحات الربانية التي يفوح منها عمق الترابط الزمني والمكاني الذي يتجدد ويطرب القلب شوقا وابتهاجا والنفس عشقا وأنغاما لهذه المناسبات الفضيلة المتتالية. التي هي أمل المؤمنين والموالين وسر سعادتهم ونشوة اغتباطهم.
فبالأمس القريب عشنا ذكرى الولادات الطاهرة لبعض من أئمة ورموز أهل البيت .
ها نحن نشهد حدثاً تاريخياً آخر لذكرى ولادة حجة الله في أرضه، المهدي المنتظر ، والذي يوما ما إن شاء الله سيقيم العدل ويحق الحق لتمتلئ الأرض بالقسط والعدل الإلهي بعد سحق واضمحلال الظلم والجور الذي عشعش بصورة لا تحتمل حيث لا راد لمنكر ولا آمر بمعروف. إنما هو التنازع والتشاحن لأتفه الأسباب حيث تنعدم الإنسانية بين أبناء البيت الواحد.
مما أدى إلى شحوب في العلاقات الاجتماعية وفي ظل هذه الأوضاع المتأزمة التي تزداد سوءا يوما بعد يوم كان لابد من تغيير في الواقع المعاش حتى ترجع الأمور إلى نصابها. هنا يأتي دور المخلص الذي طال انتظاره حسب الوعد الرباني والمشيئة الإلهية والنهج القرآني المقدس عندما قال: ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون
وعلى حين غرة تنطلق الحركة المهدوية الإصلاحية بدعم وسند من الباري جلت قدرته وانبلاج فجر جديد يقوده إمام العصر والزمان ومناصريه على قواعد صلبة من قوة العقيدة واليقين الصادق والبرهان القاطع ليعود الحق إلى أهله وأصله مدويا فيزهق الباطل في عقر داره ليعم العدل والسلام أرجاء الأرض من أقصاها إلى أقصاها. فعجل يا صاحب الأمر فقلوبنا في اشتياق إلى لقياك.