تقلبات الزمن وأحداثها
نحن البشر كأفراد أو جماعات علينا أن لا نغتر بهذه الدنيا الفانية، ففيها الكثير من العبر والمواعظ التي تعطينا دروسا في كيفية التعامل مع تقلباتها، فهي بين عشية وضحاها لا يدوم حالها بأي حال من الأحوال، فيوم فرح وسرور وبهجة وانشراح ويوم حزن وشؤم وأتراح وهكذا دواليك، ومن ضمن مآسيها المفاجئة آجرنا والله وإياكم ما وصل إلى سمعي من أحد الإخوة الأفاضل وهو يحدثني والغصة في فمه... يقول وهو مكسور الخاطر والمشاعر يريد أن يفضفض عن ما يدور في خاطره من خلجات في قلبه المفعمة بالحزن والأسى، فيواصل الحديث بحرقة وهو يقول، أعيش دوامة من التفكير حيث في نفسي خواطر جياشة اختلجت بمشاعر فياضة من العاطفة والحنان والحب الأخوي الصادق النابع من صميم القلب اتجاه أختي التي أصيبت بمرض عضال وما تكابده من معاناة صحية صعبة جعلتني أعيش في قلق مستمر ودائم حتى إنني بعض الأحيان أنفجر باكيا حيث لا حول لي ولا قوة، غير قادر على فعل شيء لكثرة ما ينتابها من الآلام المبرحة التي تعاني منها حتى إن الأطباء يسعون بكل ما يستطيعون إلى تخفيف الآلام عن طريق الجرعات الدوائية التي تساهم في أعراض جانبية مما يزيد من الألم الذي تشعر به، فسألني قائلا في ظل هذه الظروف المأساوية ماهو الواجب عليه فعله... فقلت له يا أخي الصبر ثم الصبر والتعلق بالله بالدعاء الخالص متوسلا بالنبي محمد وأهل بيته الكرام والإكثار من الصدقات على الفقراء والمحتاجين، لعل يكون هناك بصيص من الأمل أن يرفع الله عنها البلاء والمرض وهو كما قال جل جلاله:
﴿وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون﴾ [البقرة: 186].
فعليك بالدعاء والإلحاح وعدم اليأس لتفتح الباب أمام الغافلين والمقصرين الذين نسوا الله فنسيهم فتاهوا في هذه الدنيا الغادرة.