اللغة هوية.. وليست تواصل فقط
اليوم العالمي للغة الأم اعتمد بهدف الحفاظ على تراث اللغات وتعزيز التنوع، وتوعية الناس بأهمية اللغة الأم في تكوين هوية الشخص وتعزيز التواصل والتفاهم بين الثقافات المختلفة.
- اللغة الأم هي اللغة التي يتعلمها الفرد في طفولته من قبل أسرته أو مجتمعه الأولي، ومن بين هذه اللغات الأم التي تتمتع بتاريخ عريق وثقافة غنية، تأتي اللغة العربية كواحدة من أهم اللغات الأم في العالم، والتي تحظى بشعبية كبيرة بفضل مكانتها الدينية والثقافية، فهي لغة مركزية في الإسلام ولغة القرآن الكريم، وواحدة من أكثر اللغات استخدامًا وانتشارًا في العالم، حيث يستخدمها يوميا أكثر من 400 مليون شخص حول العالم، كما تحمل في طياتها تراثاً عريقاً قديماً وحديثاً، وهي وسيلة لتعبير الفكر والثقافة والتعبير الإبداعي.
- اللغة العربية بفضل تاريخها العريق الذي يعود إلى أكثر من 1500 عام تعد واحدة من أقدم اللغات في العالم ولها مكانة مرموقة في الثقافة العربية والإسلامية، وهي لغة العرب وشعوب البلاد الناطقة بها فهي لغة رسمية في 22 دولة وتعتبر اللغة الأولى لأكثر من 280 مليون شخص، كما تعتبر العربية لغة ثانية في العديد من الدول حول العالم، والتطور اللغوي الذي شهدته، أكسبها كنزاً ثقافياً هائلاً بقواعد دقيقة ونظام لغوي مختلف علمياً وأدبيا.
- لغة الخطاب الرسمي أو الشعبي المنطوق والمقروء هو تعزيز للثقافة والهوية والإنتماء، واستخدام اللغة العربية فيه ينشر الثقافة ويؤكد على الحضارة وهذا ما تحرص عليه المملكة، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء «يحفظه الله»، على أنه يجيد اللغة الإنجليزية إلا أنه يحرص في معظم مقابلاته، واجتماعاته أن يتحاور باللغة العربية، وكذلك الاستقبال بتعزيز الهوية العربية السعودية في مجلسه بجميع التفاصيل ويحتذي بذلك المسؤولين
فمهما كان مستوى التعليم ومعظم المتعلمين بتعليم نوعي أو مبتعث يجيد لغة أجنبية كلغة تعليم ولربما معيشة، ولكن هذه الثقافة لا ينبغي أن تسبق تأكيد استخدام اللغة العربية كلغة أم. - اللغة العربية لها تأُثير على الثقافة العالمية، والعديد من الكلمات العربية قد أُعيد استخدامها في اللغات الأجنبية وفي المصطلحات العلمية، بعض العلماء والفلاسفة العرب قدموا مساهمات مهمة في العلوم والفنون والفلسفة والطب والرياضيات، إضافة لذلك فالأدب العربي هو جزء مهم من التراث العالمي، حيث أن اللغة العربية تعتبر لغة الشعر والأدب، والعديد من القصائد والروايات والمسرحيات العربية قد ترجمت إلى العديد من اللغات الأخرى. العولمة لها تأثير في إضعاف اللغة العربية ولهذا ينبغي دعم اللغة من خلال التعليم بداية وتشجيع الطلاب على استخدامها بشكل فعال في الحياة اليومية، وكذلك بتشجيع التأليف والفن، كما يمكن تنظيم مسابقات وفعاليات ثقافية تعزز الاهتمام باللغة العربية وتعزز استخدامها الإبداعي، وتعزيز استخدام اللغة العربية في وسائل الإعلام من خلال توفير برامج تلفزيونية وإذاعية ومواقع إلكترونية تواكب حاجة العصر وتعالج القضايا المهمة وترتقي بمفهوم اللغة العربية، وتطوير التطبيقات والمواقع الإلكترونية التعليمية التي تساعد الناس على تعلم اللغة العربية بطرق مبتكرة وتشجعهم على استخدامها في حياتهم اليومية.