طقوس عيد الحب انبثقت من بدايات قد تفاجئك
بقلم مارجريت كرابل
2 فبراير 2024
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 44 لسنة 2024
Romance rituals blossom from unexpected origins
Margaret Crable
February 2,2024
أصبحت تقاليد إهداء الورد والاحتفال بالحب في عيد الحب جزءًا طبيعيًا من التودد [1] [محاولة الانجذاب بين الرجل والمرأة، courtship]، لكن التاريخ الكامن وراء هذه الطقوس قد يفاجئك.
ستجد دمية كيوبيد Cubid [إله الحب عند الرومان] الدراسة [2] البدينة على بطاقات المعايدة بعيد الحب تصوب سهم الحب على القلوب، لكن إله الحب كان في السابق أقل ملائكية «براءة» بكثير مما هو عليه الآن.
ظهر كيوبيد لأول مرة في اليونان القديمة باسم إيروس [في الميثولوجيا اليونانية هو إله الحب والرغبة والجنس ويعادل آمور «كوبيدو» في الميثولوجيا الرومانية [3] ]، وهو اسم يعني الرغبة. لقد كان شابًا مراهقًا وسيمًا يثير رغبة «شهوة» حميمية خاصة لا تقاوم بسهامه النافذة للقلوب. في مسرحية تراجيدية كتبها سوفوكليس في أو قبل سنة 441 قبل الميلاد [4] ، سطوة إيروس قد رُثيت باعتبارها شيئًا فتاكًا لا مناص منه: ”لا الخالدون، ولا من يعيشون اللحظة ولا يبالون بما يحدث في المستقبل، يمكنهم الهروب من هذه السطوة [سطوة الحب؟]، فمن ينقاد لها فهو مجنون“.
قد تبدو التقاليد الرومانسية، مثل إهداء نسخة جذابة من كيوبيد أو إهداء وردة حمراء للحبيب، تقليدًا قديمًا، ولكن هناك الكثير من التقاليد التاريخية غير المتوقعة التي يمكن أن نجدها في طقوس التودد التي كان الناس يمارسونها، كما يقول الباحثون في كلية دورنسيف Dornsife للآداب والفنون والعلوم التابعة لجامعة جنوب كاليفورنيا، الذين يبحثون في بعض خبايا عاداتنا الأكثر شعبية.
لماذا نحتفل بالرومانسية في عيد القديس فالنتاين؟
بعكس الأسطورة الشعبية، لم يكن للقديس فالنتين الحقيقي [5] أي علاقة بالرومانسية. من المحتمل أن يكون القديس فالنتاين المقصود هنا خليطًا من عدة شخصيات تاريخية تُدعى فالنتيني Valentini تم إعدامهم بسبب إيمانهم بالمسيحية. فقد قطعت رؤوس الكثير منهم في 14 فبراير، والذي أصبح يوم عيد القديس.
القصص التي تنسب الفضل إلى القديس ڤالنتين في تمرير رسائل الحب أو تشريع «سنْ» طقوس الزواج المسيحي في وقت لاحق لم تكن جزءًا من تعاليم الكنيسة في الأصل.
الصورة: أصبحت فكرة الشاعر والمؤلف جيفري تشوسر [الشاعر الإنجليزي الذي عاش في القرن الرابع عشر[6] ] بأن الطيور تختار أزواجها في يوم عيد الحب جزءًا من رمزية هذا العيد، كما هو موضح في بطاقة عيد الحب الفيكتورية هذه.
“علاقة الحب ربما ظهرت بعد أكثر من ألف عام من وفاة هولاء الشهداء، عندما أصدر جيفري تشوسر، مؤلف كتاب حكايات كانتربري [24 قصة ألفها هذا الشاعر [7] ]، مرسومًا يقضي بالاحتفال بعيد القديس فالنتينوس Valentinus في 14 فبراير يومًا لبداية تزاوج الطيور. لقد ذكر في قصيدته: برلمان / جمعية الطيور Parlement of Fouls: «لأن هذا كان في يوم القديس فولانتينيس». تقول ليزا بيتل Lisa Bitel، برفسور الديانات والتاريخ: ”متى يأتي كل طائر إلى هناك ليصنع عشه“.
لقد انتشرت بسرعة فكرة أن عيد القديس ڤالنتاين كان أيضًا اليوم الذي تختار فيه الطيور أزواجها. بدأ النبلاء [8] في إرسال رسائل رومانسية لبعضهم البعض في فبراير من كل عام، وتزايد هذا التقليد على مر القرون، وساعده في ذلك ظهور بطاقات وطوابع بريدية بالجملة، وتجار التجزئة يتوقون إلى بيع هذه المنتجات إلى هؤلاء ”العشاق،“
كتاب ”لغة الزهور“ الصادر عام 1857 يعلم القراء بأن الود ينقل الحب.
لماذا نهدي من نحب باقات ورد؟
ربما انبثقت هذه الممارسة الرومانسية المعاصرة من تقليد قديم استخدمت فيه الورود كطريقة للتواصل بالرموز، حيث تمثل ألوان باقات الزهور المختلفة مشاعر ورغبات معينة، كما تقول ناتانيا ميكر Natania Meeker، الأستاذ المشارك في الأدب الفرنسي والأدب المقارن والمؤلف المشارك مع أنتونيا زاباري Antonia Szabari، برفسور الأدب الفرنسي والأدب المقارن، والمؤلف لكتاب Radical Botany «اصدار مطبعة جامعة فوردهام، 2019».
في هذه الممارسة، التي تسمى أحيانًا ”لغة الزهور“ [9] والتي تعرف أيضًا ب ”فلوريغرافي floriography“، الوردة الحمراء تعني العشق الشديد. ربما يكون هذا الارتباط قد نشأ من أسطورة يونانية قديمة عن أفروديت، إلهة الحب [10] ، التي وخزتها شجيرة ورد بيضاء وصبغت بدمها بتلاتها باللون الأحمر.
حظيت هذه الممارسة باهتمام كبير في العصر الڤيكتوري بفضل السيدة ماري وورتلي مونتاغو Mary Wortley Montagu، التي سافرت إلى الإمبراطورية العثمانية برفقة زوجها وأرسلت تقريرًا إلى إنجلترا عن الممارسة التركية المتمثلة في إرسال الزهور بألوان محتلفة، والتي تعني رسائل معينة عند الرغبة في التودد بين الرجل والمرأة. من المحتمل أن ماري وورتلي كانت منذهلة بشأن الممارسة التركية الواسعة المتمثلة في تقديم الهدايا، كما تقول ميكر لكن حماستها لـ ”لغة الزهور“ السرية شاعت.
ربما تكون الدراسة المنبثقة عن التكاثر الجنسي [11] عند النباتات في القرن الثامن عشر قد عززت اقتران الزهور بالرومانسية. نشر عالم النبات كارل لينيوس Carl Linnaeus نظرية تستخدم عبارات مثل ”الزوج“ و”الزوجة“ للإشارة إلى أجزاء النبات، وأشارت إلى العلاقات المحرمة، مثل تعدد الزوجات. كتب إيراسموس داروين [12] ، وهو جد تشارلز داروين المعروف، كتابًا شعبيًا من قصائد شعر عن تكاثر الزهور والذي امتد بين ما هو علمي وما فيه اثارة جنسية. وقد ساعد هذا في تعزيز خيال الناس عن الرغبة الجنسية عند الزهور، والتي لا تزال قائمة حتى اليوم.
لماذا يرتبط كيوبيد «إله الحب» بالحب؟
ربما كان إيروس «إله الحب عند اليونان [3] » مسبوقًا ب كيوبيد «إله الحب عند الرومان [2] »، ولكن بمرور الزمن، بدأ اليونانيون يعتقدون أن إيروس يدين بقوته إلى أمه أفروديت [10] . لقد حدت من قوته / سطوته وبالتالي من تمثيله الفني [التمثيل الفني يعني استخدام رموز لتحل محل أخرى، بحسب التعريف [13] ]. بحلول الزمن الذي اختار فيه الرومان أبهة الآلهة اليونانية، فقد اتخذ إيروس لنفسه شخصية أكثر طفولية. أطلق عليه الرومان اسم كيوبيد، وظل الاسم عالقًا من ذلك الحين.
عندما بدأ فنانو عصر النهضة الاهتمام المتجدد بالثقافات الرومانية واليونانية القديمة، تم إحياء كيوبيد مرة أخرى في شكل رضيع. وقد صُور «رُسم» في صورة طفل بدين، كما في لوحة رافائيل «انتصار جالاتيا The Triumph of Galatea [لوحة The Triumph of Galatea انتصار جالاتيا للإيطالي رافييل رسمها في 1415]»، أو صبي لم يبلغ سن البلوغ كما في لوحة كيوبيد لـ كارافاجيو Caravaggio.
ومع ذلك، لم يُبْعد كيوبيد تمامًا عن مفاهيم القوة المزعزعة.
غالبًا ما ربط المعلقون في العصور الوسطى شخصية كيوبيد بنوع الحب الخطأ، وهو ”الحب الجنس المفرط، على سبيل المثال،“ كما يقول لوك فيدلر Luke Fidler، الأستاذ المساعد في تاريخ الفن. «قد يكون الحب عملاً محفوفًا بالمخاطر بالنسبة لعلماء اللاهوت في العصور الوسطى؛ يجعلك تتصرف بطرق قد لا تتصرف بها عادةً. غالبًا ما يُصور كيوبيد على أنه شخصية عنيفة يمكن أن ينتصز عليك.
لماذا نتبادل خواتم «دبل» كلادا؟
تحظى حلقات «دبل» كلادا Claddagh الأيرلندية بشعبية كبيرة لدى الأزواج منذ مئات السنين [خاتم كلادا هو خاتم أيرلندي تقليدي يستخدم كرمز للصداقة أو الحب، أو للزواج [14] ]. يعود تصميم الحلقات إلى تقليد أوروبي طويل الأمد لتبادل تلبيس دبل الزواج، التي نشأت لأول مرة في روما القديمة حيث تُختم الاتفاقيات والسندات بتشبيك كل شخص / طرف من الأطراف بين أصابع يديه. يأتي اسم خواتم كلادا من العبارة الإيطالية mani in fede، والتي تُترجم تقريبًا إلى ”ضم الشخص إحدى يديه إلى الأخرى أثناء ممارسة العبادة عند المسيحيين“. صورة القلب المتوج [عليه تاج] هي صورة خاصة بقرية كلادا في أيرلندا، حيث ظهرت لأول مرة في القرن السابع عشر.
التشبيك بين اليدين
فقد تحمَّل مصمم هذا النوع من الخواتم مشقة كبيرة ليقدم لنا إبداعته.
التاريخ المبكر [15] لـ قرية غالواي Galwayالإيرلندية ينسب فضل التصميم إلى رجل من عائلة تجارية ثرية يُدعى ريتشارد جويس Richard Joyce. في حوالي عام 1675، انطلق جويس في رحلة إلى منطقة البحر الكاريبي، ولكن قُبض عليه في الأثناء من قبل قراصنة جزائريين وباعوه كعبد لصائغ علمه التجارة. وحين أُطلق سراحه في النهاية، عاد جويس إلى منزله في قرية كلادا وفتح محلًا خاصًا لصياغة الذهب حيث بدأ في إنتاج التصميم الشهير الذي تعرفه الآن.
يقول توك طومسون Tok Thompson، برفسور الأنثروبولوجيا، إن الخاتم قد يدين ببعض شعبيته لقدراته على التوفيق بين شخصين بغرض الزواج [16] . "لبس الخاتم بحيث يكون رأس القلب في الخاتم باتجاه قلب الشخص الذي يرتديه يعني أن هذا الشخص مرتبط بعلاقة زوجية. أما إذا كان رأس القلب في الاتجاه الاخر «بعيدًا عن قلبه»، فهذا يعني أن الشخص غير مرتبط بعلاقة زوجية.
من أين أتت أسماء الحيوانات الأليفة كأسماء مستعارة تطلق على الحبيب؟
تفيد دراسة [17] بأن عادة تسمية الأشخاص الذين تربط بينهم علاقة حب بأسماء حيوانات أليفة [وزة، مثلًا] نشأت من الطريقة التي تشكل بها العلاقات ”ثقافة مصغرة“ بين شخصين، والتي تولد لغة خاصة بها.
الكثير من الألقاب «الأسماء المستعارة» الأكثر شعبية كانت موجودة منذ أكثر من 600 سنة، مثل الاسم المستعار ”عسل“، الموجود في النسخة الإنجليزية من قصيدة رومانسية فرنسية، كتبت عام 1350. وهناك أسماء شعبية أخرى قريبة عهد. سُجلت أغنية ”Babe“ لأول مرة في مقطوعة موسيقية تعود إلى عام 1911 من تأليف لورينز هارت Lorenz Hart، من الثنائي رودجرز Rodgers وهارت Hart، في أنشودة بين ضفدع وطائر، كما تقول ساندرا ديسنر Sandra Disner، الأستاذ المساعد في علم اللسانيات.
هل تريد أن تجرب إطلاق اسم مستعار جديد على حبيبك / حبيبتك؟ ماذا عن «”بقصمات breadcrumb“ بالفنلندية»، أو buah hatiku «بالإندونيسية التي تعني ”ثمرة فؤادي“»، أو mon petit chou «”كرنبتي الصغيرة“ بالفرنسية».