آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 1:35 ص

سارعي للمجد والعلياء

سعيد الميداني

فتحت عيني، كما هي عادة كثير من الناس، على شاشة الهاتف، أتنقل بين التطبيقات الواحد تلو الآخر. في كل تطبيق أقضي فيه ردحًا من الزمن، وأعلم أن ذلك يأكل من عمري، ومع ذلك صرت مدمنًا، كما هو غيري من المدمنين. نعم، هو إدمان العادة الإلكترونية التي طغت علينا هذه الأيام!

المهم، توقفت عيني مشدودة على خبر إلكتروني بالخط العريض البارز مفاده: ”تغريم لاعب سابق بسبب إساءته اللفظية والوصفية لمدرب منتخب بلاده“. المبلغ المرصود ”مو قليل - هَبْرَة - على قولتهم، وأكيد هالهَبْرَة مُبْ شي“ على هذا اللاعب، ولكن الخبر الصادم كان أشد عليه من وقع السهام المهنّدُ.

أنا فرحت لهذا الخبر، وأقسم بحليب أمي إنني ما فرحت شماتة ونكاية وكره للاعب نفسه، لا والله، إنما فرحت أن هذا التصرف لم يذهب دون ردة فعل ودون حساب، وجاء العقاب سريعًا قبل أن يصبح هذا التصرف، أو ما يُسَمَّى بالتنمّر، ثقافة سائدة في مجتمعنا الآمن.

ولو تمعّنا بعقولنا قبل عواطفنا في هذا القرار، لعرفنا أنه لم يصدر عبثًا، وإنما لحماية كرامة كل إنسان يعيش على هذه الأرض الطيبة، أرض الرخاء والطهارة، مهما كانت ديانته وأصله وفصله. وهو إجراء غير مستغرب يؤيده قانون وعدالة البلد، لردع كل شخص يحاول المساس بالآخر، حتى ولو كان بكلمة واحدة. وهذا أيضًا يضع الأمور في قنواتها الصحيحة، وفي خطوطها المرسومة والمسددة من حكومة البلد التي لا ترضى أن يكون النظام عبث بيد كل من هبّ ودبّ. فهناك حكومة ومسؤولون يريدون الصلاح والإصلاح لكل مواطن ومقيم. هذا ما يتميّز به وطننا: ”الأمن والأمان“. ونحن أكثر الشعوب أمنًا وأمانًا، لا أبالغ إذا قلت إننا محسودون وليس مغبوطين فقط على هذه النعمة الكبيرة دون الشعوب الأخرى.

أختم بنشيدنا الوطني الذي تعلّمناه وتشرّبناه وعشقناه منذ طفولتنا، وسنربي أولادنا على حبه والتغنّي به، وأقول: ”سارعي للمجد والعلياء“.