آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

بدائل توزيع الحلويات في المناسبات

المهندس أمير الصالح *

الحمد لله مع اتساع مظاهر الاحتفال بمهرجان الناصفة والقرقيعان الموافق لـ منتصف شهر شعبان وشهر رمضان على التوالي، أضحى الآن النقاش في جملة من الأمور على البساط أكثر تقبلا وقبولًا في الأوساط الاجتماعية بهدف رفع كفاءة نجاح المناسبتين على كل الأصعدة. ولعل من أبرز تلك المفردات المتكررة النقاش فيها هو نوع التوزيعات للأطفال لتعبير عن الاحتفالية والبهجة وإنجاح المناسبة وتعزيز أواصر العلاقة بين أفراد المجتمع وإذكاء روح الهوية وإنعاش ذاكرة المجتمع بالتراث الاجتماعي والديني وكسر الرتابة وتحطيم أساور العزلة الانفرادية وزرع روح التواصل الاجتماعي لدى الأطفال بالمجتمع المحيط بهم وخلق أبواب التعارف منذ نعومة الأظافر لديهم.

في عهد ما قبل النفط كانت البدائل الغذائية محدودة وأسمى تعابير الابتهاج لدى الأطفال حينذاك الحصول على السكاكر والحلويات. ومع مضي الوقت وتدفق الثروات وانتعاش الأحوال الاقتصادية لما بعد النفط، إلا أن البعض اختزل مناسبات عدة بأطر محددة تبدأ بالأكل وتنتهي بالأكل. أضحى من المعتاد توزيع حلويات وعصائر وبسكوت ومشروبات غازية معلبة وتجذرت المظاهر في تلكم الحلل ودخل على الخط تجار المكسرات وتجار الشوكولاتة وتجار رقائق البطاطس. وبحمد الله ومع اتساع رقعة زيادة الوعي الصحي للكثير من الأسر داخل المجتمعات، أخذ الانحسار في توزيع المشروبات الغازية والحلويات ذات الأصباغ الصناعية يتزايد. ومع بروز الوعي في التحصين الوقائي من مرض السكري وأمراض تكسر الدم المنجلي وتجنب محفزات أمراض السرطان وتفادي مسببات تسوس الأسنان، تم إلغاء أو تقليص توزيع الحلويات والمعجنات والعصائر الملونة في بعض البيوت بشكل شبه تام. وهؤلاء هم الرواد. في المقابل، البعض من أبناء المجتمع ما زال يفكر بالبدائل والبعض الآخر منهم لا يلتفت لكل ذلك الحراك ولا يعتني به. فأضحت التوزيعات في الاحتفاليات بحمد الله أكثر صحة للبدن والعقل وتشمل:

- توزيع نباتات صغيرة تنمي روح الاعتناء بالنبات.

- توزيع كتب مصورة للنشء تهتم بمفهوم اللياقة البدنية وتعلم اللغات.

- توزيع قصص أطفال مصورة تربوية وأخلاقية.

- توزيع مباخر محلية الصنع من الصلصال الطيني.

- توزيع مراوح يدوية مصنوعة من الخوص النخلي المحلي

- توزيع قبعات حماية من الشمس.

- توزيع معجون وفرش أسنان ذات جودة ممتازة.

- توزيع دفاتر رسم وألوان وأدوات قرطاسية ومكتبية.

- توزيع ألعاب آمنة «حسب العمر» ورقية وغير ورقية.

- توزيع فواكه أو عصائر طازجة أو أكل صحي خال من الألوان الصناعية وبعيدًا عن السكاكر «برتقال، موز، أفندي، تفاح، كمثرى، لواشك، … الخ».

- توزيع أخباز صحية محلية الأعداد والصنع.

- توزيع علب ورق عنب نظيفة ومعلبة بشكل محكم ومعد من داخل المنازل.

- توزيع أكواب ستانلس صغيرة 500 ml حافظة للحرارة.

- توزيع ساعات ديجيتال ذات قراءة للعلامات الصحية «النبض للقلب والمسافة المقطوعة يوميًا» ولو على نطاق ضيق من العدد.

- توزيع حقائب كهربائية للكهربائي الصغير للذكور.

- توزيع حقائب خياطة للفتيات لتشجيعهن على الخياطة.

يمكنك أخي القارئ إثراء القائمة بالمزيد من لبنات أفكارك النيرة.

النقطة الثانية التي يمكن طرحها على بساط النقاش هي طرق وإدارة التوزيع للبركة وما يقع من اختناقات مرورية حول نقاط التوزيع في بعض الأحياء. حيث لاحظنا في بعض المواقع شلل شبه تام لحركة المرور، بسبب بطء أو سوء تنظيم إدارة نقاط التوزيع «القرقيعان» أو كثرة تدفق السيارات بشكل جدا كبير على تلكم النقاط. ونهيب بكل الأفراد والأسر بضرورة تفادي استخدام السيارة إذا كانوا من أبناء ذات الحي. ونهيب بالشباب والمراهقين تفادي التسكع في الشوارع أثناء انعقاد تلكم المناسبات الموجهة للأطفال «بنين وبنات». ونهيب بالجميع بضرورة المحافظة على السلوك الراقي والاحترام المتبادل لكل أطراف أبناء المجتمع والتمسك بسلوك الاحتشام والعفة والرزانة من كل الأطراف المشاركة في تلكم المناسبات. وتجنب أي تشنج في التعامل مع الآخرين وخفض مستوى أصوات المذياع وفك أي تزاحم، وتفادي أي استهتار أو تفلت من قواعد السلامة المرورية أثناء القيادة للسيارات. وأيضا، الاهتمام التام بالاحتشام من قبل كل الزائرات أو المرافقات للأطفال. لنتذكر جميعا أن نجاح أي فعالية اجتماعية أو دينية أو وطنية أو دينية ستزيد متانة الروابط والتواد والمحبة بين أعضاء ونسيج المجتمع وأبناء الوطن. فلنكن جميعا نِعم العون للإسهام بالنجاح لنهنئ بحياة أطيب.