الحب الحقيقي
الحب الحقيقي هو أن تتصرف على طبيعتك أمام من تحب من دون أن تخاف من ملاحظة أخطائك منه؛ لأنه سيغفرها ويسامحك، وأن تثق فيه وبقراراته وأن لا يمل من الاستماع إليك، فيقدم إليك النصح، ويشجعك على ما يراه صائبًا، وينهاك عن الأخطاء بطريقة لائقة بدون أن يزينها لك كما تفعل الشياطين، ويتحدى الصعاب ليكمل حياته معك، ويكون حريصًا على سمعتك، فيكون سيفك الذي يقطع السنة من يحاول هتك حرمتك في غيابك، ويمازحك في حضورك، وقد يقول كلمات إن سمعها آخر يظن أنكما عدوين ويتمنى وجودك إلى جانبه في كل حالاته، فينسى أحزانه بنظرة منك؛ لأنك موجود في حياته، ويشعر بطعم السعادة الحقيقية عند فرحه، وتكون أنت أول من يفكر به في كلتا الحالتين، فيكون طوق النجاة لك من المصاعب، وأن يحترمك ويتقبلك كما أنت، وإن اختلفت معه في أمور جوهرية، وأن تهما إلى قول الجملة نفسها معا؛ بسبب الانصهار الروحي بينكما، وأن تفهم ما يريده بنظرة واحدة منه، فتكتشف فرحه وحزنه، وتجده يطرق باب منزلك عندما يخطر على بالك منذ برهة أنه التخاطر الروحي.
وأخيرًا أن يعتاد الناس على وجودكما معا، فإن رأوا أحدكما، فمن البديهي عندهم أن يكون السؤال الأول أين فلان؟؟
فهل وجدتم حبا حقيقيًا في حياتكم؟؟!!
تسألني ما الحب؟ قلت عواطف منوعة الأجناس موطنها القلب:
إنها النغمات، أمواج تتراقص فوقها الأحزان،
تذوب فيها كل الأشجان، تولد في ثناياها الأحلام،
تتمايل معها الروح، وتتطاير خارج الجسد المنهك،
لتلتقط شذرات البهجة المتناثرة في سماء العشق والهوى.
إنه الحب بأنفاسه الحارة ومشاعره الدافئة في ليلة باردة.
وهو نسمة الهواء في ليلة حارة فهو خلاصة ما لدى الإنسان من رقي، وتحضر وأسمى شعور وصلت له البشرية.
الحُبُّ يكسِر المبادئ، يُحطِّمها تمامًا.
لستَ في حالة حُبّ.
حينَ تنتصِر المبادئ على الجنون،
حينَ تقِفُ المثاليات أمام الخطوة الأخيرة لتجاوز الخطوط الحمراء،
حين يهزِم العقل القَلب،
وحينَ يهزِم المكان فِكرة الاتِصال،
ويهزِم الوقت فِكرة كِتابة رِسالة.
الحبُّ الحقيقي،
يجِدُ لنفسِه المساحَة والوقت دائِمًا.
جميعنا يتمنّى أن يجِد الحُبّ الحقيقي الصادِق.
ولكِن كي يبقى الحُبّ ويستمر يجب أن يُتوّج ويكتمِل ببعض الأشياء التي يجب أن تبحثوا عنها مع بحثكم عن الحُبّ ألا وهو السَند الحقيقي.
عمّن يحنو مودّةً ويدنو رحمَةً،
عمّن يفيضُ قلبهُ بالحنان والاهتمام، عن ساتِر العُيوبِ بما يراه من ميزات، عن غافِر الزلاّت بما تحاملتم من أعذار،
عن الأمان الذي يملأ القلب، ولا يعقبهُ خَوف،
عن الدِفء الذي يسري في الشرايينِ، ولا يتبعهُ بَرد.
ابحثوا عمّن تتخطون معهُ عتبات الحُبّ إلى منزلة أعلى منزلة المودّةِ والرّحمة.
فقد أعطاهُم اللهُ منزِلةً أرفعُ من كلمةِ ”حُبّ“.
لأن الحُبّ وحدَهُ لا يكفِي!
إذا وقعتَ في حُب أحدهم يومًا.
تَعهّد بينك وبين نفسك، أنك مهما ساءت الأمور، وأَتعبتك الحياة لن تجعله يشعُر بالسوء.
تَعهَّد على أن تُخبِره دائمًا عن حُبّك له.
وعن كُرهك لفراقه، أن تُحدّثه عن أسبابك لكل شيء، ولأي شيء.
تَعهَّد ألا تجعله يُغادر، وفي صدره كلمات باقية.
تَعهَّد ألا تُشعره بأنه لم يكُن كافيًا، أو أن وجوده بجانبك بلا فائدة.
ألا تجعله يَتهِم نفسه بالتقصير؛ لأنّك لا تتحدّث.
وألا تجعله يَتمزّق وهو ينظُر إليك، ولا يَعرف ما الذي يَتحتم عليه فعله.
اجعلهُ فقط ينام ويستيقظ وهو مطمئِنّ.
أنه دائمًا نصب عينيك ومتربّع في منتصف صدرِك على ناحية القَلب تمامًا!
الحُبّ ليس له يوم ولا لون ولا حدً، يُحبك من وجدك هدايةً بعد طولِ تيه، من يعود إليك دائمًا كالعائد من غُربته من يرى فيك انعكاسه ويجد فيك اكتماله، من لا يَقسُو ولا يَجفُو، ولا يدع للحزن سبيلًا إلى قلبك! من لا يشرِك رغيف قلبه مع غيرك، حديثُك أُنسه وضحكتك متعته وصوتك أغنيته.
يُحبك من إن لم يستطع أن يُفرحك كان عينًا أخرى تَبكي مَعك، ويكن لك سند وكتف ثابت لا يميل! فلا يوجد للحُب عيد، بل كُل يوم ينبض بهِ قلبنا بالحُبّ بجانب من نُحب هو عيد.