الحاج علي فضيلة ننشرها
رحم الله الشيخ علي محمد حسن الفردان، الذي فقدانه بغتة هذا الأسبوع، فقد تميزت هذه الشخصية التي تأثر بفقدها كل أهله وأصدقاءه وزملائه بالعديد من الخصال والفضائل.
لقدت رأيت فيه الحرص الكبير على التواصل البناء والمستمر مع الأهل والأصدقاء، والسؤال عنهم، كما رأيت فيه قدرة على تنظيم وقته بدقة والتزامه بالوقت، بالرغم من تعدد اهتماماته وكثرة أصدقاءه وعلاقاته الإنسانية المختلفة مع الآخرين.
هذه الشخصية الإيمانية الجاذبة التي حرصت على تحصين نفسها بالتقوى والإيمان، كما حرصت دوما على جذب الآخرين إليها بحسن التعامل لتكون شخصية جاذبة تميل لها القلوب والعقول. فقد كان بطبعه داعيا لمختلف أعمال الخير، وفي جانب آخر محرضا على النقاش وتبادل المعارف في مختلف الأمور في الدوائر التي يتواجد فيها، رغم طبيعة الحوارات عادة هي التباين والاختلاف، إلا أنه كان قادرا بأسلوبه الجميل على ألا يأخذ أي اختلاف في الرأي أي أبعاد سلبية أو تبعات تفقد النقاش فائدته أو تعكر صفو العلاقة.
لقد كان رحمه الله المثال العملي الحي للبر بالوالدين، فهو لا يحتاج لكثير من الكلام عن بره بوالديه، فهو قدم لنا نموذجه العملي الخاص في ذلك نبصره بالعين، ونتلمس حرصه المتواصل على خدمة والده، خدمة وعلاقة مميزة جمعتهما ببعض تعدت نمط العلاقة الأبوية المعتادة إلى أفق أوسع. والحديث عن والده حفظه الله لا يخرج عن هذا السياق، فهذا الرجل لديه قدرة وإتقان لمهارة التواصل الراقي مع الأجيال المختلفة، رغم الهالة التي يتمتع بها وكبر سنه، فهو قادر على الحوار بفاعلية مع الصغير والكبير من جيل الأولاد والأحفاد أيضا، وليس فقط بني جيله، فهو يعلمنا هذه المهارة التي قد لا يحسنها البعض حتى مع بني جيله.
ما أقصى أن تتحدث عن شخص كنت قبل أيام قليلة نتحدث معه ونمازحه، واليوم فقط نترحم عليه، ونتذكر بعض سجاياه التي يعرفها كل من عرفه أو اقترب منه. نذكر هذا لعله يكون أقل الواجب للمجتمع، وإبراز الفضيلة التي لا تطوى َبغياب صاحبها.