يا كثرهم هالأيام
بين المساعدة والغفلة غمضة عين قد تحجب عن الواقع الحقيقي وتجعلك رهين قلبك، وتبعدك عن العقلانية.
في هذه الأيام كثروا من يطلبون يد العون سواءً مباشرةً أو عن طريق وسائل التواصل السوشيال ميديا.
منهم أشخاص حقيقيون، ومنهم أشخاص وهميون، ومنهم من لديك بهم علاقة وطيدة، ومنهم من ليس لك بهم علاقة …
هنا في هذا المقال المتواضع عدة نقاط ومفاهيم نستدرجها من خلال الطرح المتسلسل…
لازلنا نسمع بين الحين والآخر أن هناك عملية خداع بين شخص وصديقه أو شخص وقريبه أو شخص يريد أن يفعل خيرًا وينقلب ضده.
أنا لا أنفي وجود الأشخاص الأمينين الذين يردون الأمانة في وقتها، وإذا تحدثوا تحدثوا بصدق، وإذا وعدوا يوفون وعودهم …
لازالت الدنيا بخير وفي نفس الوقت نحتاج أن نكون أكثر حرصًا وذكاءً ونباهة …
تعددت طرق طلب يد العون بألوان مختلفة وبطرق احترافية لدرجة البعض يضع أهله وأبناءه تحت سقف الإعاقة الطبية أو الاحتياج الطبي أو المرض المزمن في سبيل الحصول على بعض الأموال التي في الواقع ليس بحاجة لها سواء العيش والتمتع بمستوى أعلى من حالته المادية الطبيعية …
والبعض يخلق له سبب بأنه في مأزق مالي وأن حالته مستعصية بينما تراه بين الحين والآخر يسافر ويمتع نفسه وعياله من خلال ما يطلبه من المساعدات من المقربين له …
والبعض يأتيك على أنه سوف يدخل في أمور استثمارية مربحة بدرجة كبيرة ويأخذك الحماس وتأتمنه على أموالك وحين تحق حقائقها لا ترى سواء الكلمات السامة التي يوجهها لك «أنا بابوكك بمعنى بسرقك أنا ويش شايفني أو حتى ينفي أنك اتفقت معه على آلية معينة» نحن لا ننفي أحيانا الإنسان تصيبه ظروف خارجة عن إرادته، ويتعسر عن السداد أو رد الدين، أو يخسر في تجارته ويحصل له ما يحصل …
ولكن هذا ليس مبررا بأن أكون من الأشخاص الذين لا يملكون العقل والعاطفة، أو يقدمون العاطفة على العقل…
المساعدة مطلوبة إذا كنت تستطيع ولكن بشرطها وشروطها على أن يكون الشخص حقًا أنه محتاج وأنه بأمس الحاجة للوقوف معه.
وهذا أحيانًا يصل حد الوجوب على الشخص بأن يفرج كربة ويزيل هم ويسد دين، ويعتق رقبة لما فيه من الخير وفتح أبواب الرحمة والرزق ودفع البلاء عنه وعن أسرته …
قال الله تعالى: ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المزمل: 20].
عن رسول الله ﷺ: الخلق عيال الله تعالى، فأحبّ الخلق إلى الله مَن نفع عيال الله، أو أدخل على أهل بيتٍ سرورًا.
«أفضل الأعمال قضاء حوائج المؤمنين» …
وهناك الكثير من الآيات المباركة والأحاديث النبوية تحث على المساعدة كما ذكرنا سابقًا.
ولكن في نفس الوقت لا يمنع بأن أكون واعيًا وعقلاني في وضعها في المكان المناسب وللأسف الشديد هناك من يتلبسون لباس الفقر والمرض والحاجة بطرق مختلفة ومتقنة وجريئة لاستعطاف الغير لإعطائهم ما يطلبونه وهم بعيدون كل البعد عن هذه المساعدة والحاجة. ولا أستبعد في هذا الزمن هناك الكثير وقعوا فريسة الكذب والخداع والغش وذهبت أموالهم هباء منثورًا …
نسأل الله عن يبعد عنا فعل هؤلاء وأن يهدينا ويهديهم إلى طريق الحق والصواب إنه على كل شيء قدير.