حوادث مميتة ضحاياها طلاب المدارس
لا أظن بأن حوادث المرور المميتة ستنتهي من شوارعنا طالما هناك تجاهل لقانوانين المرور على الطرقات، وطالما هناك سرعة زائدة وعدم انتباه وتجاوزات خطيرة واستخدام الجوال أثناء القيادة، فالسيارة نعمة من الله تعالى سخرها العلماء لخدمة الإنسان وراحته، لكن المتهورين أثناء القيادة أساؤوا استخدامها وأصبحت نقمة عليهم وعلى الآخرين.
أصبحت قوانين وإرشادات المرور لا تثير اهتمام الكثير من سائقي المركبات، حتى بعض سائقي حافلات طلاب المدارس لا يلتزمون بها، والأدهى والأمر تجاهل القوانين المرورية من سائقي الباصات الصغيرة ”الميكروباص“ المتعهدين بنقل طلاب وطالبات المدارس، فبين الحين والآخر تقع حوادث مرورية قاتلة وتكون باصات الميكرو لنقل طلاب المدارس طرفاً فيها.
قبل عدة أيام استاء الناس في جزيرة تاروت من خبر وقوع حادث مروري مميت كان ميكروباص لنقل طلاب المدارس طرفاً فيه، حيث راح ضحيته طالبة في عمر الزهور، والتي لم يحزن عليها والداها فقط وإنما امتد الحزن لكل أبناء المجتمع على تلك الفتاة البريئة، التي راحة ضحية عدم الالتزام بقوانين السير والسلامة والأمان من سائق المركبة، عندما أخفق في الحفاظ على سلامة الطالبات الذين كانوا أمانة عنده، والذي يجب عليه إيصالهم إلى عائلاتهم ظهراً بسلام كما أخذهم منهم صباحاً، فما حال تلك الأم التي كانت تنتظر عودة ابنتها سالمة وقت الظهيرة؟.
الكثير من سائقي الميكروباصات التي تنقل طلاب المدارس يرتكبون أخطاء قاتلة في محاولة لاختصار الطريق، ضناً منهم بكسب الوقت وتلافياً لقطع مسافة إضافية، فيتجاهلون معايير الأمن والسلامة التي تضمن سلامة الطلبة على الطريق، فيقومون بالعبور من مكان ليس مخصصاً لهم متجاهلين احتمال أن يكون هناك سائق متهور أو مسرع قادماً نحوهم فيتسبب بوقوع حادث مروري ربما تذهب فيه أرواح بريئة من الطلاب، ولهذا فالحذر يجب أن يكون حاضراً في أي مكان وزمان للمحافظة على سلامة الطلاب.
إهمال متكرر من معظم سائقي الميكروباصات الذين نشاهدهم على الطريق، فالكثير منهم إما سرعة زائدة وانشغال بالجوال وإما عدم التزام بقوانين المرور، فما ذنب أطفال المدارس يفارقون الحياة دون رجعة بسبب حادث مروري تارة أو بسبب اغتيال براءة الطفولة بترك الطفلة أو الطفل داخل المركبة نائمين في الجو الحار ليفارقوا الحياة، دون أن يكلفوا أنفسهم بجولة داخل الباص وحوله قبل إغلاق الأبواب وإطفاء المحرك ومصادر التكييف، فما ذنب الأم بأن تثقل بخبر وفاة طفلتها أو طفلها بسبب أخطاء من الممكن تفاديها.
وفي الختام: إن تأثير غياب رجل المرور عن المراقبة الدورية للطرق العامة داخل المدن كبير، فلا ننسى الدور المهم لذلك الرجل في تنظيم الحركة المرورية وتطبيق القانون على المخالفين للنظام دون تمييز، وذلك للحد من ظاهرة الدخول أو الخروج الخاطئ للسيارات على الطرق الرئيسية داخل المدن، ونأمل أن لا تتكرر مثل هذه الحوادث مستقبلاً، وأن تكون تلك الحادثة الأخيرة التي نسمعها عن طلاب المدارس.