آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 10:22 م

المقابلات المهنية: مفتاح النجاح الاقتصادي

هاشم آل حسن

في سياق التطور الاقتصادي المتسارع في المملكة العربية السعودية، والمُعبر عنه برؤية 2030 الطموحة، يبرز دور المقابلات الوظيفية في تشكيل القوى العاملة كعنصر حيوي. ومع سعي البلاد لتنويع اقتصادها وتطوير قوتها العاملة يصبح التمييز بين المقابلات الاحترافية وغير الاحترافية أمراً ذا أهمية قصوى. ولهذا تعد المقابلات الشخصية عنصرًا حاسمًا في عملية التوظيف لاختيار المواهب التي تتوافق مع أهداف الشركات وثقافتها الداخلية، وفي الوقت ذاته تُمكن المتقدمين من فهم متطلبات الوظيفة وبيئة العمل فيها.

وتؤدي المقابلات الاحترافية إلى تحسين أداء الشركات من خلال ضمان اختيار موظفين كفؤين، الأمر الذي يؤثر مباشرةً على الإنتاجية والابتكار. كما أنها تساهم في رضا الموظفين والحفاظ على استقرارهم الوظيفي، مما يقلل من معدلات الدوران الوظيفي ويساهم في حفظ الموارد. بالإضافة إلى ذلك، تدعم هذه الممارسات الأهداف الأوسع لرؤية السعودية 2030 من خلال تعزيز قوة عاملة ماهرة ومتنوعة يعتمد عليها في الحاضر والمستقبل، الأمر الذي يدعم التنوع الاقتصادي والتطور الاجتماعي ويزيد من جاذبية البلاد للمستثمرين العالميين.

وتتسم المقابلات الاحترافية بتنظيمها وعدم تحيزها لاختيار مرشح دون آخر، وتركيزها على تقييم الكفاءات حيث يتم تقييم المرشحين بناءً على مهاراتهم وإمكانيات مساهماتهم. وهذه الممارسات تُساهم ليس فقط في اختيار أفضل المرشحين ولكن أيضاً في تعزيز ثقافة العدالة والاحترام.

ومن جانب آخر، تؤدي الممارسات غير المهنية، والتي تتميز غالباً بعدم الهيكلية والاعتماد على التحيزات الشخصية أو تأثير الواسطة، إلى تأثيرات سلبية واسعة النطاق. وهناك العديد من الشركات التي تعاني من الدوران العالي في العمالة حيث تعزو ذلك إلى عمليات توظيف غير فعالة. تؤدي هذه الممارسات في مجملها إلى انخفاض الإنتاجية وتضرر سمعة الشركة، بالإضافة إلى إحداث ضغط اقتصادي نتيجة معدلات الدوران العالية وتكاليف إعادة التوظيف والتدريب الجديدة.

ويتطلب معالجة التحديات التي تحدثها المقابلات غير المهنية نهجاً شاملاً يشمل تعزيز قدرات المتخصصين في الموارد البشرية في إجراء المقابلات دون تحيز وفقاً لأحدث المهارات والتقنيات وأخلاقيات العمل والتوظيف. كما يتضمن توحيد إجراءات المقابلات ضمان العدالة والاتساق واستخدام التكنولوجيا المتقدمة في فلترة وترشيح المتقدمين لتقليل التحيز البشري وتبسيط عملية التوظيف. ولتعزيز اقتصاد مستدام، تعتبر السياسات التي تفرضها الحكومة لتجنب ممارسات توظيف تفضيلية لأي طرف وذلك لضمان الشفافية في التوظيف. كما أن جهود الحكومة في معاقبة الممارسات غير العادلة هي ضرورة ملحة لحماية المرشحين وتوجيه الشركات نحو استراتيجيات توظيف أكثر مهنية وفعالية.

وفي الختام، بينما تقع المسؤولية على الشركات في تبني ممارسات توظيف أكثر احترافية وفاعلية، يظل الإشراف الحكومي ضروريًا لحماية الحقوق وتعزيز اقتصاد قوي وعادل. إن الانتقال من الممارسات غير المهنية إلى المهنية والموضوعية سيعود بالنفع ليس فقط على الشركات ولكن أيضًا على دعم النمو والاستقرار الاقتصادي في المملكة بشكل مباشر وغير مباشر. ولهذا يعتبر الدور الحكومي أمرا أساسيًا لتعزيز اقتصاد راسخ لضمان نزاهة واحترافية عمليات التوظيف لتحقيق أهداف رؤية 2030 الطموحة.