العلاقة بين الملدِّنات المضافة للدائن «البلاستيك» وبين اضطرابي التوحد ونقص الانتباه وفرط الحركة
29 سبتمبر 2023
المترجم: عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم 345 لسنة 2023
Researchers find link between plastic additive and autism، ADHD
September 29,2023
لقد ارتفع معدل الإصابة باضطراب طيف التوحد «ASD» واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة «ADHD» بشكل كبير خلال العقود القليلة الماضية. الأسباب غير معروفة إلى حد كبير بالرغم من الاعتقاد بأن العوامل البيئية لها دور مهم في ذلك.
وفقا لدراسة جديدة [1] نشرت في المجلة المفتوحة PLOS ONE من قبل باحثين في كلية ڤيرچوا Virtua للطب التقويمي في جامعة روان Rowan وكلية الطب بجامعة روتغرز - في مدينة نيوارك، ولاية نيو جيرسي، غالبًا ما تكون قدرة الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد والأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة على التخلص من الملدِّنات plasticizers المضافة لـ اللدائن «البلاستيك» [2] لجعلها مرنة، من أجسامهم «عبر التبول» منخفضة، مما يرفع من مستوى تركيزات الملدنات، مثل البيسفينول أ «BPA» [3] في أجسامهم.
وجدت دراسات سابقة تلازمًا بين الأطفال المصابين بالتوحد ومستوى تركيزات مادة البيسفينول أ «BPA» [3] . هذه الدراسة المعنونة ب، ”استقلاب البيسفينول أ والفثالات، في الأطفال المصابين باضطرابات النمو العصبي [4] “، وجدت أن سبب هذا التلازم هو المستوى المنخفض في فعالية الخطوة الرئيسة المتعلقة بالتخلص من مادة البيسفينول أ على وجه الخصوص من الجسم «عبر التبول». [المترجم: الفثلات phthalate «والتي تُنطق ثالات» هي نوع من أنواع الملدِّنات].
بعد هضم مادة البيسفينول أ مع الغذاء أو استنشاقها من الهواء، تتم عملية ترشيحها من الدم في الكبد وذلك عبر عملية تدعى ب الاقتران الغلوكوروني. [4] الاقتران الغلوكورونيهي عملية لإضافة جزيء الغلوكوز إلى المادة السميِّة toxin [5] [وهنا هي مادة البيسفينول أ]. يؤدي ذلك إلى جعل هذه المادة السمية قابلة للذوبان في الماء، مما يجعل التخلص منها وخروجها بسرعة من الجسم عبر البول سهلًا.
لدى البشر تباين جيني في قدرة أجسامهم على التخلص من مادة البيسفينول أ. يواجه المصابون باضطرابات نمائية، مثل التوحد ونقص الانتباه وفرط الحركة، صعوبة أشد في التخلص من المواد السامة من الدم عبر هذه العملية، مما يعني أن أنسجتهم تصبح عرضة لـ مادة البيسفينول أ بتركيزات عالية ولفترات زمنية طويلة.
وأثبتت الدراسة أنه بالنسبة لنسبة كبيرة من الأطفال المصابين بالتوحد، فإن القدرة على إضافة جزيء الغلوكوز إلى مادة البيسفينول أ أقل بحوالي 10 بالمائة من قدرة الأطفال في المجموعة الضابطة [غير المصابة بالتوحد]. وأما بالنسبة للأطفال للمصابين بنقص الانتباه وفرط الحركة، فإن نسبة فعالية تخلص أجسامهم من المادة السامة تبلغ نسبة معتبرة احصائيًا «تصل إلى حوالي 17 بالمائة».
القدرة الجسم الأقل فعالية على التخلص من أمثال هذه الملِّدنات هي ”أول قرينة كيميائية بيولوجية قوية على العلاقة بين مادة البيسفينول أ والإصابة باضطراب التوحد أو باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة،“ كما قال تي بيتر استاين T. Peter Stein، المؤلف الرئيس للدراسة وبرفسور الجراحة في كلية ڤيرچوا الطبية. ”لقد اندهشنا حين وجدنا أن اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يظهر نفس العجز في فعالية تخلص الجسم من مادة البيسفينول أ السامة عبر البول.“
وقال استاين إن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كانت اصابة الطفل بالتوحد وباضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة قد بدأت في الرحم وذلك بعد ارتفاع مستوى تعرض الأم لتركيزات مرتفعة من مادة البيسفينول أ السامة أو بعد تعرض الطفل لها في وقت ما بعد الولادة.
وقال استاين إنه من المحتمل أن تكون هناك عوامل أخرى وراء الاصابة بالتوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. إن عدم القدرة على التخلص من هذه المواد الكيميائية «الملدنات، في هذه الحالة» بشكل فعال من الدم غير مبتلىً بها كل طفل مصاب باضطرابات النمو العصبي، ولكن قدرة الكبد فير الفعالة على تصفية الدم من البيسفينول أ تعتبر ”مسارًا رئيسًا لاستقلاب الملدنات، وإلا لم يكن من الممكن اكتشافه بسهولة في دراسة متوسطة الحجم، مثل هذه الدراسة،“ كما يقول استاين Stein. [المترجم: المسار الرئيس لاستقلاب الملدنات والتخلص منها عن طريق الاقتران الغلوكوروني يجعل مسار الاقتران الغلوكوروني لمجموعة كبيرة ومتنوعة من هذه المواد السامة أكثر قابلية للذوبان في الماء مما يسمح بالتخلص منها لاحقًا من الجسم عبر التبول [1] ؛
قام فريق البحث بقياس كفاءة الاقتران الغلوكوروني في ثلاث مجموعات من أطفال تم حشدهم من عيادات كلية الطب في جامعة روتغرز في ولاية نيو جيرسي: 66 مصابًا بالتوحد، و46 مصابًا باضطراب نقص الانتباه فرط الحركة، و37 طفلًا ليسوا مصابين بأي اضطراب.