حب القلوب أجدى من قبلات الخدود
يعبر الكثير من الآباء والأمهات عن حبهم لأبنائهم الصغار بطبع عدة قبلات على خدودهم. وعندما يكبر الأبناء يعبر الوالدين عن حبهم للأبناء بإهداء سيارة لهم، أو مد يد العون لهم في دراستهم / زواجهم/ تأثيث عش زواجهم … إلخ
عزيزي: ما هي أساليب التعبير عن مشاعر حبك لأبنائك وأقرباءك؟ قد يكون الجواب مختلفاً باختلاف الجغرافيا والثقافة والانتماء!
لغة الحب السائدة التعبير في أوساط كل مجتمع تحتاج إلى فهم معمق لتدوم وتستمر وتؤتي أكلها بشكل مستمر بإذن الله جل جلاله، وتنشر السعادة والمودة في أركان البيت والحي والمدينة والوطن.
هناك عدة تعابير في عدة مناطق جغرافية باختلاف ثقافات البشر عن التعبير عن الحب نحو الأبناء. ويقع الكثير في فخ الإسراف في إغراق الماديات لبلوغ ذروة المتعة وليس السعادة. وينجح البعض من أولياء الأمور في زرع السعادة بخلق التوازن بين جرعات الهدايا المادية والأجواء المعنوية النابضة بالحياة.
لعل أنجع الجرعات للتعبير عن الحب للأبناء هي الجرعة المكونة من:
1 - التشجيع لتنفيذ المهمات والإقرار لما تم إنجازه من كل ابن من الأبناء وهذا يوازي أو يزيد أهميته عن الهدايا المادية.
2 - بذل المزيد من الوقت للأسرة Time Together
وتمرير مفاهيم جميلة وترسيخ قيم مفيدة
3 - إهداء الهدايا الرمزية في المناسبات السعيدة ونشر المودة «تهادوا تحابوا».
4 - تكثيف تقديم الخدمات للأنشطة التفضيلة التفاعلية للأبناء «المساعدة في استذكار الدروس، اللعب والسفر سويا، التنزه في الأماكن المحببة لهم، مشاهدة فيلم سينمائي مع كامل أفراد الأسرة، المشي في أحضان الطبيعة، التسوق، مساعدتهم في الأعمال المنزلية، وممارسة الهوايات، وتفعيل أفكارهم وعقد حوارات مفعمة بالاحترام والإصغاء لهم عند تحدثهم، … إلخ».
الاستمتاع بالوقت مع من نحبهم ويحبوننا أمر أساس ورائع، ويخلق السعادة وينشط الذاكرة الجماعية لأفراد الأسرة والحي والمدينة والوطن.
ولتعميق الحب بين القلوب نحتاج لكلمات لطيفة ومشاركة طُرف وإلقاء على مسامع بعضنا البعض لنكت ونشارك بعض المزاح دون أي خدش للحياء أو تهشيم الاحترام أو احتقار لمجموع بشري. الترفيه عن النفس لتخفيف ضغوط الأوقات والظروف الصعبة أمر جدا أساسي للاستمرار وهزم اليأس. Time together قضاء وقت معا هو أصلح شعار فرعي قد يستثمره الإنسان مع أفراد أسرته لا سيما في الربع الأول من كل عام حيث الطقس الجميل في حواضرنا. يحتاج الإنسان لا سيما الطفل لأشخاص تحيط به لإشعاره بالأمان والسلام والمحبة والانتماء والقبول والهوية بقدر حاجته للطعام والمأوى والملابس. وبذلك تستقيم الأفكار، وتصقل القرارات وتصنع روح القيادة والمبادرات في نفوس الجيل الصاعد، ويكون الآباء نعم القدوة. فغرس الحب بين القلوب أهم من توزيع القبلات على الخدود.