كيف تؤثر الضوضاء في الأطفال؟
بقلم صوفي جيه بالك، زميلة الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال
4 ديسمبر 2023
المترجم: عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم 342 لسنة 2023
?How does noise affect children
by Sophie J. Balk، MD، FAAP، American Academy of Pediatrics
December 4,2023
العديد من أولياء الأمور أن الضوضاء الصاخبة قد تسبب أضرارًا لحاسة سمع الطفل. الأصوات المرتفعة جدًا — الصادرة عن ألعاب نارية أو أسلحة نارية، على سبيل المثال — قد تسبب أضرارًا مباشرة للسمع. استخدام سماعات الأذن الشخصية لاستماع الموسيقى ومقاطع فيديو ودروس مدرسية قد تؤدي أيضًا إلى حدوث ضرر إذا كانت هذه الأصوات صاخبة جدًا.
لكننا نعرف أيضًا أن الأجواء الصاخبة جدًا يمكن أن يكون لها تأثيرات ضارة تتجاوز ضرر حاسة السمع.
الضوضاء البيئية [نتاج تراكم التلوث الضوضائي الذي يحدث في الخارج. يمكن أن يكون النقل والصناعة والأنشطة الترفيهية سبب هذا الضجيج [2] » - والمعروفة أيضًا باسم ”التلوث الضوضائي“ - تأتي من مصادر في محيطنا. وتشمل هذه حركة المرور على الطرق والطائرات والمطارات والقطارات ومزارع تربينات الرياح التي تستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية. قد تكون أيضًا مصادر الضوضاء في داخل المنازل نفسها، مثل تلك الصادرة من أجهزة التلفاز وأجهزة منزلية أخرى قد تكون أصوات مرتفعة جدًا.
من غير المحتمل أن تسبب الضوضاء البيئية مشكلات في حاسة السمع مقارنة بالضوضاء الصاخبة الصادرة عن الأجهزة الشخصية والفعاليات، مثل الحفلات الموسيقية والألعاب الرياضية وحفلات الرقص والاحتفالات. ومع ذلك، يمكن أن يكون للضوضاء البيئية تأثير ضار في تعلم «اكتساب» الأطفال وسلوكهم ونومهم. [المترجم: التعلم / الاكتساب learning عند الأطفال يأتي عبر السمع و/ أو اللمس و/ أو البصر [2] ]
بالمقارنة مع الراشدين [الوالدين، مثلًا]، قد يكون الأطفال أكثر عرضة لتأثير الضوضاء لأنهم ينمون ويتطورون [المترجم: النمو هو زيادة طردية ثابتة في الطول والعرض «في الحجم»، والتطور هو نمو في القدرة الحركية النفسية [3 - 5]]. وقد يكون لديهم مشكلة في الاستقرار في مكان معين لمدة معينة. الأطفال الذين يعيشون في عائلات أو مجتمعات فقيرة هم أكثر احتمالًا للتعرض لمستويات مرتفعة من الضوضاء البيئية.
يمكن أن تؤثر ضوضاء البيئية «الصفوف الدراسية، مثلًا» في تعلم الأطفال، كما هو الحال في الصفوف الدراسية الصاخبة جدًا وأماكن رعاية الأطفال النهارية.
قد تكون القراءة والتذكر والأداء الجيد في الاختبارات أمرًا صعبًا عندما يكون هناك ضوضاء مرتفعة في الخلفية أو الحوارات / الأحاديث المرتفعة. الطائرات التي تحلق في سماء المنطقة قد تجعل فهم الأطفال لما يقوله المعلم صعبًا. قد يحتاج المعلمون إلى التوقف عن إلقاء الدروس انتظارًا لعبور الطائرات. الشعور بالانزعاج من الضوضاء قد يؤدي إلى فقدان الأطفال التركيز على دروسهم.
أيضًا، بالنسبة للرضع والأطفال الذين يتعلمون كيف يتكلمون، فإن المحيط الصاخب قد يصعب عليهم فهم الكلام.
قد تؤثر الضوضاء البيئية أيضًا في أسلوب لعب الأطفال، وهو أمر مهم لنموهم. يتعرض العديد من الأطفال للضوضاء الخلفية الناتجة عن ترك أجهزة التلفاز قيد التشغيل حتى لو لم يكن الطفل يشاهد التلفاز بالفعل. عندما تُترك أجهزة التلفاز قيد التشغيل، لا يركز الأطفال الرضع والأطفال الصغار كثيرًا أو لفترة طويلة على اللعب بألعابهم.
غالبًا ما تتعارض الضوضاء مع النوم. وفقا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني الملايين من الناس من نوم أكثر سوءً بسبب الضوضاء الليلية الناجمة عن حركة المرور على الطرق وغيرها من مصادر الضوضاء. تبين الأبحاث التي أجريت بشكل رئيس على الراشدين «الكبار» أنه حتى المستويات المنخفضة من الضوضاء البيئية الليلية تتسبب في المزيد من حركات الجسم أثناء النوم والاستيقاظ المتكرر واضطرابات النوم الأخرى. اضطرابات النوم هذه تحدث حتي لو لم يكن الشخص النائم على دراية بها. قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى نعاس الأطفال. أثناء النهار وتؤثر في تعلمهم.
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي الضوضاء الزائدة إلى استجابة الكر والفر [المترجم: والتي تتمظهر في أعراض كثيرة مفصلة في منشور نشره مركز العناية الصحية المتكاملة [6] ]. تمكنا من ملاحظة ذلك عند الأطفال الخدج في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة «NICUs»، على سبيل المثال. عندما يتعرض هؤلاء الأطفال لضوضاء صادرة من أجهزة الإنذار والهواتف وأجهزة التهوية والمضخات وأجهزة المراقبة والحاضنات، يمكن أن تكون هناك تغيرات في معدل التنفس ومعدلات ضربات القلب ومستويات الأكسجين. الضوضاء قد ترفع من ضغط دم الأطفال، كما أن التعرض للضوضاء على المدى الطويل يزيد من احتمال إصابة الراشدين بنوبة قلبية.
قد ينزعج بعض الأطفال الذين يعانون من حساسيات خاصة — كالمصابين باضطراب طيف التوحد «ASD»، أو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة «ADHD»، أو اضطرابات المعالجة الحسية «اضطرابات التكامل الحسي» [7] أو اختلافات التعلم [8] — من الأصوات أو الضوضاء التي لا تزعج الأطفال الذين لا يعانون من هذه الاضطرابات عادةً.
هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لمعرفة المزيد عن كيف تتراكم تأثيرات الضوضاء على مدى الحياة. في الوقت الراهن، لدينا ما يكفي من المعرفة لاتخاذ الخطوات اللازمة للحد من تعرض الأطفال للضوضاء.
عملت العديد من وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة والمستشفيات والمدارس وأماكن رعاية الأطفال على خفض مستويات الضوضاء. باعتبارك أحد الوالدين، يمكنك أيضًا اتخاذ خطوات للحد من تعرض الأسرة للضوضاء البيئية. إليك بعض النصائح [9] :
- اخفض مستوى صوت جهاز التلفاز وأجهزة الكمبيوتر وجهاز الراديو. لا تشغل هذه الأجهزة عندما لا يستخدمها أحد.
- تذكر أن سماعات الرأس وسماعات الأذن والأجهزة الشخصية الأخرى يمكن أن تكون مصادر للضوضاء المرتفعة والضارة. إذا كان أطفالك بالقرب منك، فمن المفترض أن يتمكن من سماع ما تقوله حتى عند استخدامه لجهازه. إذا لم يسمع، فقم بخفض مستوى صوت جهازه.
- اختر غرفة هادئة في المنزل للعب والأنشطة العائلية الأخرى. فالهدوء مهم للصحة والتعلم.
- قبل أن تخطط عائلتك للانتقال إلى منزل جديد، خذ في الاعتبار مستوى الضوضاء في الحي. ابحث عن مسارات الطيران القريبة من المطار أو توربينات الرياح المولدة للكهرباء، على سبيل المثال، عند البحث عن منزل الإقامة.
- إذا خرجت عائلتك لتناول الطعام، فاختر مطعمًا أكثر هدوءًا لجعل الحديث مع بعضكم البعض سهلًا.
- إذا كان طفلك يعاني من حالة مثل اضطراب طيف التوحد أو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، فخذ بعين الاعتبار استخدام سماعات الرأس المانعة للضوضاء أو أغطية الأذن لحماية السمع، والتي تقلل من الضوضاء الخارجية الضارة.
- تُستخدم أحيانًا آلات نوم الرضع «آلات ”الضوضاء البيضاء“» [9] للتخلص من الضوضاء البيئية. قد تصدر بعض الآلات مستويات ضوضاء خطيرة. إذا كنت تستخدمين آلة النوم، فضعيها بعيدًا عن رأس الطفل قدر الإمكان واستخدميها لفترة قصيرة فقط. [المترجم: آلة الضوضاء البيضاء هي جهاز يصدر أصواتًا تهدئ المستمع، والتي تبدو في كثير من الحالات وكأنها صوت شلال ماء أو صوت هبوب رياح عبر الأشجار «حفيف شجر»، وأصوات أخرى هادئة أو شبيهة بأصوات الطبيعة.
مقطع فيديو: