ما الفرق بين مرضي الزهايمر والخرف وما هي اتجاهات الدراسات لفهم مرض الزهايمر في محاولة للتوصل إلى علاجات له؟
بقلم إيرين كياتا
1 ديسمبر 2023
المترجم: عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم 341 لسنة 2023
?What is the difference between Alzheimer"s and dementia
Erin Kayata
December 1,2023
يعد مرض الزهايمر وأنواع الخرف المرتبطة به أمرًا مألوفًا، حيث أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن 5,8 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون من هذين المرضين [1] . ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 14 مليوناً بحلول عام 2060.
ولكن ما الفرق بين مرضي الزهايمر [2] والخرف [3] ؟
”الخرف هو مصطلح شامل يشير بشكل عام إلى فقدان الذاكرة أو القصور الإدراكي «ويُعرف أيضًا ب الاختلال المعرفي» [4] الذي يلاحظه الناس،“ بحسب ما قالت بيكي بريساشر Becky Briesacher، الأستاذ المشارك في قسم الصيدلة وعلوم النظم الصحية بجامعة نورث إيسترن.
”مرض الزهايمر هو مرض محدد. أما «الخرف» هو نوع من المتلازمة، أي أنه أشمل. وأضافت بريساشر:“ هذا المرض يشمل مجموعة من الأمراض المختلفة".
وفقا لجمعية الزهايمر، فإن مرض الزهايمر هو النوع الأكثر شيوعًا من الخرف، الناجم عن نمو اللويحات الدهنية والتشابكات اللييفية العصبية [5] في الدماغ التي تؤدي إلى موت المسارات العصبية [المترجم: المسار العصبي هو سلسلة من الخلايا العصبية المرتبطة ببعضها البعض، والتي تسمح بإرسال إشارات من منطقة إلى أخرى في الدماغ [6] ].
ولكن يمكن أن يكون سبب الخرف أيضًا أمراض التنكس العصبي [فقدان تدريجي متفاقم لبنية أو وظيفة الخلايا العصبية، بما قد يصل إلى موت «تلف» الخلايا العصبية [7] ] مثل مرض هنتنغتون [داء هنتنغتون هو مرض عقلي وراثي يشابه تدهور مرحلي للحالة العقلية، بسبب موت خلايا في الدماغ [8] ] ومرض باركنسون [وهو مرض تنكسي يصيب الجهاز العصبي المركزي ويعرف بالشلل الارتعاشي [9] ]. يمكن أيضًا أن يكون سبب الخرف هو حالات تؤدي إلى عدم تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ «ويُعرف ب الخرف الوعائي» [10] أو تلف الأعصاب في الفص الجبهي المعروف باسم الخرف الجبهي الصدغي [11] .
”كل أمراض التنكس العصبي يمكن أن تسبب الخرف“. ”الأمراض الأخرى تحدث بتواتر أقل، ولهذا السبب فهي أقل شهرة ولا تجري على ألسنة الناس كثيرًا،“ حسبما قال نيكولاي سلاڤوڤ Nikolai Slavov، الأستاذ المشارك في الهندسة البيولوجية في كلية الهندسة بجامعة نورث إيسترن.
يعمل نيكولاي سلاڤوڤ في مختبره بمبنى علوم الحياة، في جامعة نورث إيسترن.
وبما أن مرض الزهايمر هو أكثر هذه الأمراض شيوعاً، فقد يتساءل الكثيرون: ما الذي يمكن فعله للوقاية من هذا المرض؟
لسوء الحظ، ليس هناك إجابة بسيطة. وقال سلاڤوڤ إن هناك عوامل وراثية مؤثرة في احتمال الاصابة بالزهايمر، بالإضافة إلى عوامل لها علاقة بخيارات أسلوب الحياة [12] . ولم تحدد البحوث العلمية أي هذه العوامل هي أكثر تأثيرًا من غيرها.
هناك عدد من العوامل لها علاقة بانخفاض احتمال الإصابة بالخرف، مثل مستويات التعليم العالي واتباع نظام غذائي لبلدان حوض البحر المتوسط، والذي يركز على الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والدهون الصحية.
وقال سلاڤوڤ: ”إن أسلوب الحياة النشط وممارسة التمارين الرياضية والحياة الصحية يساعد على تأخير ظهور أعراض مرض الزهايمر وعلى خفض احتمال الإصابة به“.
السن يعتبر عامل احتمال مهمًا أيضًا. الأشخاص يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالخرف كلما تقدموا في السن. ولكن ما الفرق بين النسيان الطبيعي والمشكلة الأكثر خطورة المتمثلة بفقدان الذاكرة؟ توضح بريساشر الأمرعلى هذا النحو: من الطبيعي أن ننسى اسم أحد معارفنا البعيدين؛ ولكن ليس من الطبيعي أن ننسى اسم أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء المقربين.
وتضيف بريساشر: ”المشكلة تتمثل في فقدان دائم للذاكرة، وليس فقدانًا عرضيًا من حين لآخر، وعدم القدرة على تذكر الأشياء التي اعتاد الشخص المصاب تذكرها قبل إصابته بالمرض“. "لهذا السبب فإن ما نلاحظه عادة «كواحد من الأعراض المبكرة» هو أن المصاب يضيع ولا يهتدي الطريق إلى المكان المقصود، كالمنزل مثلًا. قد يضيع في أماكن مألوفة جدًا له كان يعرفها بشكل عام، لكنه لا يستطيع الآن أن يهتدى فيها / إليها بعد الإصابة.
وقالت بريساشر إن فقدان الذاكرة يتطور إلى درجة لا يتمكن فيها المرضى من العمل بشكل مستقل لوحدهم «أي لا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم».
وأضافت: ”الخرف مرض تنكسي“. "يبدأ خفيفًا، حيث لا تظهر إلَّا بضعة أعراض مختلفة فقط، ثم يتنكس ولا يتحسن أبدًا؛ ويعتبر مرضًا مزمنًا يزداد سوءًا بمرور الزمن”.
لا يوجد علاج لعكس «علاج» فقدان الذاكرة. وقال سلاڤوڤ إن عدم فهم الآليات الجزيئية لمرض الزهايمر [13] على وجه التحديد جعل التوصل إلى علاج له أمرًا صعبًا. ولكن هناك علاجات لإبطاء حالة التنكس. قد يساعد هذا البحث [13] والعلاجات المنبثقة عنه المرضى المصابين بالخرف من أسباب أخرى غير مرض الزهايمر.
الدراسة الجارية [13]
قال لي ماكوفسكي Lee Makowski، رئيس قسم الهندسة البيولوجية بجامعة نورث إيسترن نحاول مراقبة تطور هذه اللويحات الدهنية والتشابكات اللييفية أثناء تطور المرض وأثناء انتشارها عبر مناطق مختلفة من الدماغ. اللويحات الذهنية التي تسبب مرض الزهايمر هي تراكم من البروتينات والدهون التي تبدأ في مكان وتنتشر عبر الدماغ على مدى سنوات، وفقا لماكوفسكي، مما يؤدي إلى إتلاف المشابك العصبية في الدماغ، مما يؤدي إلى الأعراض التي يربطها الناس بمرض الزهايمر.
سيعمل ماكوفسكي وفريقه مع مستشفى ماساتشوستس العام للحصول على عينات أنسجة دماغية من مرضى تُوفوا بمرض الزهايمر. وستقوم الدراسة بفحص الذين توفوا خلال مراحل مختلفة من المرض، من بداية المرض إلى نهايته، من أجل التعرف على التطور الكامل لمرض الزهايمر. سيقومون أيضًا بفحص الأنسجة من مناطق مختلفة من الدماغ. وللقيام بذلك، سيستخدم ماكوفسكي وفريقه تصوير الحيود الميكروي للأشعة السينية لفحص البنية الجزيئية للويحات الدهنية والتشابكات اللييفية العصبية وما إذا كانت تتغير طوال فترة المرض. تساعدهم هذه الطريقة أيضًا على معرفة كيف تتفاعل اللييفات [14] مع بنيويات البروتين المختلفة في الدماغ وما إذا كانت هذه التفاعلات تساعد في تقدم المرض.
وقال: ”الفكرة بأكملها هنا هي معرفة ما إذا كانت هناك تحولات في البنية اللييفية أثناء تقدم المرض أم أن البنيوية اللييفية تبقى كما هي بشكل أو بآخر أثناء تقدم المرض، مما قد يشير إلى أنها انتقلت واستنسخت إلى حد ما“. ”إذا تمكنا من التعرف على أي من هذه التفاعلات لها دور مهمٌ في تقدم المرض، فقد نتمكن من التوصل إلى مركبات كيميائية علاجية يمكن أن تمنع تلك التفاعلات وربما تبطئ من تقدم المرض“.
خلال العام الماضي، تمت الموافقة بالفعل على العديد من العلاجات لإبطاء تطور مرض الزهايمر بنسبة تتراوح بين 20% إلى 30%. هذا البحث، إذا نجح، يمكن أن يساعد في تطوير علاجات يمكن أن تبطئ من انتشار المرض بشكل أكثر لو تمكن الباحثون من معرفة كيف يوقفون التفاعلات التي تسبب نمو وتراكم اللويحات الدهنية.
وقال سلاڤوڤ: ”إذا فهمنا آليات «مرضالزهايمر»، أعتقد أن هذا الفهم قد يكون فعالًا في أشكال أخرى من الخرف مثل مرض هنتنغتون أو أمراض أخرى، يمكن اختبارفعاليته هناك أيضا“. "ليس من المستبعد أن يكون هناك درجة من التعافي منه إلى حد ما. ليس من الواضح ما إذا كان هذا ممكنًا، ولكن… إذا تمكنا من الحد من الالتهابات وتحسين الحالات «الظروف» الفسيولوجية [15] للخلايا العصبية السليمة «غير التالفة»، فربما يكون من الممكن الحصول على علاج يؤدي إلى تحسن الحالة.