آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 9:31 م

وجوه لا تنسى: عبد الخالق عبد الجليل الجنبي ”القديح“

حسن محمد آل ناصر *

لو كانت كتابة التاريخ يقدرها البعض لأصبح للذاكرة المنسية حكايات عجيبة وغريبة وطريفة، ها هو اليوم الثلاثاء 04/07/1445 هـ يرحل عن دنيانا المؤرخ والأديب والكاتب الفذ عبد الخالق عبد الجليل حسن مدن الجنبي ليترك فراغا في الذاكرة التاريخية والتي ملأها أكثر من خمسين عاما باحثا ومحققا ودؤوب في كشف الغرائز المكنونة من الوثائق والمخطوطات وآثار الأرض.

”الجنبي“ ذو الابتسامة الواضحة والقلب الطيب هل تراه قد نسي أن يكتب لنا مذكراته ومروياته بتفاصيلها باعتبارها دراسة لعالمه الخاص؟! أم أنه اكتفى بالصرح والأيقونات التي طبعت والتي ما زالت تحت الإعداد؟! تداعيات لا بد لها من النشر بكل تفاصيل التفاصيل الواضحة، ولكن العتب والتعب أنه جعلنا في خسارة فادحة، والخسارة الكبرى أننا نحن المهتمين بالحركة التاريخية لم نجلس معه أو نحاوره أو نسجل ونحفظ أو حتى نقف إلى جانبه لنسلط الضوء على سيرته ولو بالقليل حتى أتانا الخذلان.

ولد ابن القديح البار يوم الاثنين 09/04/1384 هـ، وعندما وصل سن التعليم ألحقه والده بالكّتاب ليدرس ويحفظ القرآن، ثم دخل المدارس النظامية حتى أنهى الثانوية، ثم انكب على قراءة الكتب، فتوجه اهتمامه لكتب التاريخ والآثار منها، فصار كاتبا لها بعدما كان قارئا، فتعمق أكثر نظريا وتطبيقيا، فجال الصحاري والوديان والبر والبحر يبحث عن ضالته ليعلن لنا بعد كل مغامرة اكتشافاته وبحوثه التي طالما أبهرنا وأثار إعجابنا بها، وذاك الأسلوب بالطرح الذي يأسر المتلقي والمستمع بجزالة مفرداته وعمق أطروحاته، ويمكن للقارئ الرجوع لتك المؤلفات والسيمفونيات إذا صح التعبير، ويبحر بين جمال سطورها وغنى معلوماتها لينهل ويتزود من نكهة الأمكنة وعبق ماضيها.

كان رحمه الله ذو حافظة قوية يحفظ قصائد الشعر مهما بلغ عدد أبياتها ليقوم بإلقائها في المحافل والتجمعات الثقافية حيث تزداد جمالا وعذوبة حين يطرحها بأسلوبه وإحساسه الجذاب، فالقديح خاصة والمملكة عامة خسرت قامة عملاقة برحيله فرحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه الله فسيح جناته وحشره مع محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.