365 يوم فطور بالكوفيهات!! ماذا عن الفطور مع أسرتك؟
يجب علينا الاهتمام بالأسرة فهي اللبنة الأساسية لبناء المجتمع ونجاحها واستقرارها، وهذا سينتج عنه نجاح المجتمع واستقراره، أثناء دراستي في بريطانيا اكتشفت أمرا كان غريبا بالنسبة لي ولم أكن أتوقع بأن الأجانب يهتمون بهذه النقطة بالذات، فقد رأيت بأنهم كانوا يقدسون العائلة لدرجة أنني لو كنت بحاجة للتواصل مع أحد الموظفين لأمر ضروري بيوم الويكند «السبت» فالأمر كان مستحيلا، حيث أنهم جميعا بهذا اليوم بالتحديد يكونون بكامله مع عائلاتهم وبشكل رسمي أسبوعيا.
لن أتكلم عن الاهتمام بالأسرة بأنه واجب علينا من الناحية الشرعية، بل سأتكلم عنه كعادة من العادات التي تعلمناها من آبائنا وأجدادنا وعن أهميتها وفوائدها العظيمة المثمرة لنا ولأبنائنا.
إن ممارسة الأنشطة العائلية تعزز الثقة بالنفس لدى الأولاد، وتدعمهم بشكل مستمر؛ لأنها تفرغ مشاعرهم بدلا من كبتها، أيضا فهي تقلل من المشاكل السلوكية والتصرفات العدائية أو استخدام العنف مع من حولهم التي قد تنتج من ابتعاد آبائهم عنهم، ومن خلال الرابطة العائلية القوية سيتمكن الأبناء من مواجهة المشاكل التي يواجهونها في هذه الحياة بطريقة فعالة وكذلك سيتعلمون كيف يصبحون آباء وأمهات بالمستقبل، وبالمقابل فنحن كآباء وأمهات أيضا سنكتسب العديد من المهارات التي نحتاجها بحياتنا، ومنها التواصل الفعال وكذلك مهارات القيادة الناجحة.
التجمع العائلي في الوجبات اليومية كما نعلم يزيد من البركة والمقصود بالبركة هنا ليست في الرزق فقط، بل وأيضا في تعزيز صحة الأفراد التي سينتج من التجمع العائلي لتناول تلك الوجبة، لقد غرس في أعماق ذاكرتي صورة أبي ووجوده الدائم معنا، فعندما كنت صغيرة لم يتغيب أبي عن وجبة واحدة من الوجبات الثلاث كما أن أمي كانت تلازمنا بالبيت دائما لتهتم بنا فهي لم تكن تعمل ولم تتركنا أبدا.
وماذا عن العائلات هذه الأيام؟
البعض يكاد وجوده مع عائلته يكون معدوما، فليس لديه الوقت بأن يجتمع معهم لانشغاله طول الأسبوع مع الدوام، حسنا وماذا عن أيام ”الويكند“؟
أيضا كما نرى، التواجد مع العائلة جسدا فقط لا قيمة له!!
It is the quality of time spent not the quantity.
قيمة الوقت الذي يقضيه الأب أو الأم مع الطفل يثمن بالكيفية وليس بالكمية، يعني لو ظل الأب أو الأم مع الأبناء طول اليوم وهم مع أجهزتهم فأوقاتهم مع أطفالهم يكون بلا قيمة.
ألا تستحق العائلة وجودك معهم على الأقل بيوم واحد مخصص حتى تعتني بهم بشكل خاص!
نصيحة للجميع، كونوا بالقرب من أفراد أسرتكم واحرصوا على أن تخصصوا لهم في جدولكم وقتا فقد نتج من الأبحاث العلمية بأن وجودك وتواصلك الدائم معهم سيعزز من صحتكم النفسية، وسيقلل من الإجهاد وبالتالي سيمنع الإصابة من الأمراض النفسية كالاكتئاب وغير ذلك.