كيف تحافظ على أخلاقك ومبادئك في هذا العصر؟
كل إنسان عاقل صاحب دين وخلق ويتبع القرآن الكريم والعترة الطاهرة في هذه الحياة يسعى إلى أعلى درجات الكمال وهو الوصول إلى درجة العليين الذي فيه أفضل خلق الله وهم محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ولكن هذا الطريق مليء بالاختبارات من بلاء وفقر ومرض وجوع وألم ومصيبة وغيرها من اختبارات الله سبحانه التي يميز بها الخبيث من الطيب كما قال تعالى ﴿أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ «2»﴾ العنكبوت.
وعليه كي نحافظ على أخلاقنا وإيماننا إذا يجب أن نجيب على هذا السؤال الهام جداً في حياتنا أشار إليه الإمام الصادق .
وهو: هل نحاسب أنفسنا دائما ونراقب أفعالها؟ كما ورد عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الحسن الهادي قال: ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فإن عمل حسناً استزاد الله، وإن عمل سيئاً استغفر الله منه وتاب إليه.
وعن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله : إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله شيئاً إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم، ولا يكون له رجاء إلا من عند الله جل ذكره، فإذا علم الله عز وجل ذلك من قلبه لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها، فإن للقيامة خمسين موقفاً كل موقف مقداره ألف سنة، ثم تلا قوله تعالى: ﴿فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾ [السجدة: آية 5] [1]
تأمل هذين الحديثين جيداً ونكتشف أسرارهما في أنفسنا الضعيفة الذليلة المسكينة نسألها يانفس لماذا خُلقت؟ ولأي غاية تريدين أن تصلي؟ وما هي وظيفتك في هذه الحياة؟ عندها سنكون في مأمن من الشهوات والانحرافات الفكرية والعقدية وكذلك الملوثات الروحية الإيمانية من حسد وكره وحقد ونميمة وغيرها
وأفضل طريق يعصمنا من الضلال هي وصية النبي الأعظم محمد ﷺ الخالدة التي تركها لنا إلى يوم القيامة حيث قال: «إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. [2]
الخلاصة: علينا أن نراجع أنفسنا في كل آنات حياتنا ونراقبها في أقوالها وأفعالها وتصرفاتها كي نصبح مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا «7» فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا «8» قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا «9» وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا «10»﴾ [الشمس: آية 7,10].
ونكرر الدعاء المشهور الغريق، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله ابن سنان قال: قال أبو عبد الله : ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى لا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق قلت: وكيف دعاء الغريق؟ قال: تقول:
يا الله يا رحمان يا رحيم، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، فقلت: يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك، فقال: إن الله عز وجل مقلب القلوب والأبصار ولكن قل كما أقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. [3]
وفي زمن الغيبة علينا بالتمسك بمراجعنا العظام أعلى الله مقامهم في أمور الدين لأنهم هم أعرف بحلال وحرام محمد وآله الطيبين الطاهرين، لما لهم من الفضل كما ورد في الرواية:
«قال جعفر بن محمد : علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي إبليس وعفاريته، يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا، وعن أن يتسلط عليهم إبليس وشيعته النواصب، ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة، لأنه يدفع عن أديان محبينا، وذلك يدفع عن أبدانهم. [4]
والحمد لله رب العالمين