آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

جيلهم مختلف

علوي محمد الخضراوي

تتراود هذه الكلمة كثيراً في المجالس بين الأبناء والآباء والأخوة والأصدقاء والمعارف والأقارب وووو، عندما يدار نقاش في مسألةٍ ما تتعلق بمعيار التربية والعوامل المؤثرة في عنصر الأخلاق.

يا ترى لماذا دائماً نحن نضع دائرة مقحمة ومغلقة في مبدأ التربية والتعامل مع الأبناء «بكلمة جيلهم مختلف» هنا نسلط الضوء على معايير التربية هل اختلفت معايير التربية ومبادئها.

هل تحولت بعض المفاهيم الخاطئة إلى مفاهيم صحيحة باستخدام جيلهم مختلف …

هل السلوك تغيرت أم أن السلوك والأخلاق هي واحدة، وإنما الثقافة والأعراف والعادات تغيرت …

هل تحولت التربية إلى أجزاء مختلفة منفصلة ومتجزئة عن مفاهيمها الحقيقية …

عندما خاطب الله عز وجل النبي الأكرم محمد ص في محكم كتابه «وإنك لعلى خلق عظيم».

هل هذا المفهوم تغير للجيل الحاضر أم هو نفسه كما في الآية، رغم أن الخطاب للنبي الأكرم ص مر به مئات السنين، ولا زلنا نقتدي بهذه الآية ونذكرها في مواعظنا!!

بعض المبررات تخلق تساؤلات عديدة وكأنما استخدام بعض المفاهيم والكلمات هي عبارة لعدم تحمل أدنى مسؤوليات التربية.

هنا لا بد نفرق بين العادات المتغيرة وبين مبادئ التربية.

العادات المتغيرة ليس لها علاقة بمبادئ التربية ولا إشكال فيها «كتغير نمط الزواجات وطريقة الخطوبة وبعض اللبس وغيرها من العادات» بشرط أن لا تخالف الشارع المقدس ومبادئ التربية؛ ولذلك البعض يستشهدون بالرواية المنسوبة للإمام علي ع إن صحت الرواية «لا تقسروا أولادكم على آدابكم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم»، نهج البلاغة. وهنا المقصود بتغير العادات، وليس مبادئ التربية كما ذكرتُ سابقاً.

أما الأخلاق والسلوك ومبادئ التربية فهي واحدة لا تتغير بتغير الزمان أو المكان أو العادات أو الأجيال.

وللأسف هناك الكثير من الأبناء يتسلحون بهذه الرواية ذريعة لتحقيق وإشباع رغباتهم وتغيير نمط سلوكهم وتبرير تصرفاتهم متمسكين بكلمة جيلنا مختلف والعكس من جانب الآباء الهروب من أدنى مسؤوليات التربية تحت مظلة جيلهم مختلف ….

بينما مبادئ ومفاهيم التربية واحدة لا تتغير بتغير الزمان والمكان وتغير الأجيال ….

نسأل الله لنا ولأبنائنا الهداية والصلاح.