دَعَوتُه فَلم يُلبِّ دَعوَتي
عندما تصلك دعوة من أحد الأشخاص لحضور مناسبة ما فذلك من باب التقدير والاحترام والاستئناس بمشاركتك وحضورك، ومكانتك ومنزلتك في قلبه. ولا شك في أن الدعوة تختلف عندما تكون مباشرة من صاحب المناسبة أو عامة أو عبر شخص آخر.
عادة تكون الدعوة من صاحب المناسبة ولكن أحيانا تتوسع ويشرع الأقارب بتوجيه الدعوة من جهتهم فتصلك الدعوة من أحدهم هذا لزواج ابن/ابنة أخته أو أخيه، أو ابن عمه/خاله، أو ابن عمته/خالته أو غيرهم حتى وإن لم تكن لك علاقة وثيقة أو معرفة بصاحب المناسبة.
في أحد الأيام وصلتني من أحد الأحبة ثلاث «3» دعوات لمناسبات زواج في ليالي متتالية فنظرت في البطاقات فلم أرَ له اسم ابن أو بنت فسألته عن صلة القرابة بينه وبين المتزوجين فقال الدعوة الأولى لابن عمي، والثانية لابن أخي، والثالثة لابنة أختي فشكرته وثمَّنت له تقديره وقدَّمت له التهنئة سائلاً المولى لهم التوفيق، والموفقية للحضور إن سنحت الفرصة.
الاستجابة وتلبية الدعوة أمر جميل يُدخل البهجة والسرور على قلوب الداعين ولكن قد لا يوفق المدعو لتلبية جميع الدعوات بسبب التزاماته الأخرى وظروفه، وعندما تكون المناسبات كثيرة ومتفرقة في أماكن بعيدة عن بعضها قد يستغرق كل مشوار أكثر من نصف ساعة بين القاعة والأخرى، وقد يمكث في بعض القاعات أكثر من نصف ساعة بسبب طوابير الانتظار لتقديم التهنئة.
التواصل الاجتماعي في مناسبات الأفراح والأتراح يقوي أواصر المحبة والعلاقة ولكن لمحدودية الوقت والالتزامات المتعددة الشخصية والعائلية والاجتماعية يستدعي الأمر التفهُّم من الداعين وتقدير ظروف المدعوين إن لم يتمكنوا من تلبية الدعوات، والحضور لتأدية واجب التهنئة، وأيضا قبول التهنئة بصدر رحب باتصال أو رسالة عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي ممن لم يتمكن من الحضور بعيدا عن اللوم والعتاب وسوء الظن.
وإن كان الأقارب من الدرجة الثانية والثالثة يأنسون بحضور أحبتهم إلا أن ذلك قد يكون عبئا ثقيلا على بعض المدعوين بسبب ظروفهم والتزاماتهم فقط من أجل إرضاء الداعين من الأقارب.
كما أن التوسع في الدعوة من الأقارب بشكل كبير غير مقنَّن قد يُحمِّل صاحب المناسبة فوق طاقته ويكون عدد الحضور أكبر بكثير مما خطَّط له في إعداد الضيافة فيقع في حرج شديد مع الضيوف في حال نقص الكمية المقدرة.