الرهاب الإجتماعي: أمارة على وجود سبب وراثي
9 مارس 2017
المترجم: عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم 323 لسنة 2023
Social phobia: indication of a genetic cause
9 March 2017
يتفادى الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي «الرهاب الاجتماعي» [1] المواقف التي يكونون فيها عرضة لرأي الآخرين فيهم أو حكم الناس فيهم. ويعيش هؤلاء المصابون بالرهاب الاجتماعي أيضا حياة العزلة، مع ذلك، يستمرون في التواصل عبر شبكة الإنترنت. حوالي واحد من كل عشرة أشخاص يتأثر باضطراب القلق الاجتماعي «الرهاب الاجتماعي» في حياته. وقد وجد باحثون من جامعة بون دليلاً على وجود الجين الذي يُعتقد أن له علاقة بالاضطراب. هذا الجين يقوم بترميز الناقل العصبي السيروتونين في الدماغ.
ومن المثير للاهتمام، هذا الناقل يعمل على تثبيط مشاعر القلق والاكتئاب [2] . أراد الباحثون ان يتناولوا هذه المسألة بالدراسة بأكثر دقة،. نشرت النتائج [3] في مجلة ”Psychiatric Genetics“.
خفقان القلب، وارتعاش وضيق في النفس هي من بين الأعراض التي تظهر على أولئك الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي. هؤلاء يتجنبون الحضور في التجمعات الكبيرة. لهذا السبب. التواصل على وسائل التواصل الاجتماعي أو التواصل باسم مجهول عبر الإنترنت غالبًا ما يكون أسهل وسيلة للتواصل. الرهاب الاجتماعي هو من بين الاضطرابات النفسية التي تثيرها عوامل وراثية وبيئية بشكل تزامني [5] . ”لا يزال هناك الكثير مما يتعين علينا فعلهه من حيث البحث في الأسباب الجينية الكامنة وراء هذا الاضطراب“، كما يقول الدكتور أندرياس فورستنر Andreas Forstner من معهد الوراثيات البشرية في جامعة بون. واضاف ”حتى الآن، بعض الجينات المعروفة ربما تكون لها علاقة بهذا الاضطراب“.
الأزواج القاعدية الأساسية [6] قد تتباين في الحمض النووي
اجرى الدكتور فورستنر مع مستشفى وعيادة الطب النفسجسمي [7] والعلاج النفسي في مستشفى بون الجامعي دراسة على الأسباب الوراثية للرهاب الاجتماعي. قام فريق البحث بدراسة الحمض النووي فيما مجموعه 321 مريضًا ومقارنتهم مع 894 فرداً كشريحة ضابطة. تركيز الباحثين يكمن فيما يُعرف بتعدد أشكال ال نوكليوتيدات المفردة «SNPs» [8] . ”هناك مواضع متباينة في الحمض النووي يمكن أن توجد بدرجات مختلفة في مختلف الناس“، كما يوضح الدكتور فورستنر.
غالبًا ما تكمن أسباب الأمراض الوراثية في تعدد أشكال ال نوكليوتيدات المفردة SNPs وُيقَدر أن أكثر من ثلاثة عشر مليون مثل هذه التغييرات موجودة في الحمض النووي البشري. وقد درس الباحثون ما مجموعه 24 من ال SNPs التي يعتقد عمومًا أنها السبب الكامن وراء الرهاب الاجتماعي وغيره من الاضطرابات النفسية. يقول يوهانس شوماخر Johannes Schumacher، الأستاذ المساعد في معهد علم الوراثة البشرية في جامعة بون: "
زودنا المرضى بمعلومات عن أعراضهم
خلال الدراسة، قام الباحثون في عيادات الطب النفسجسمي في المستشفى الجامعي لجامعة بون بسؤال المرضى عن أعراضهم وحدة الرهاب الاجتماعي الذي يعانون منه. فُحص حمضهم النووي أيضا في عينات دم مأخوذة منهم. وسعى الباحثون للتأكد مما إذا كان هناك علاقة بين أعراض الاضطراب والجينات، مستخدمين الطرق الإحصائية. تقييم البيانات التي جُمعت سابقًا تشير إلى أن ال SNP في الناقل الجيني للسيروتونين SLC6A4 له دخل في ظهور الرهاب الاجتماعي.
هذا الجين يشفر آلية في الدماغ لها دخل في هذا المرسال المهم وهو السيروتونين. هذه المادة تثبط، من بين أمور أخرى، مشاعر الخوف والاكتئاب [2] . كما يقول البروفسور روبرت كونراد Rupert Conrad، الأستاذ المشارك في عيادات الطب النفسجسمي والعلاج النفسي: ”النتيجة تثبت مؤشرات الدراسات السابقة التي وجدت أن السيروتونين يلعب دورًا مهمًا في الرهاب الاجتماعي“. مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية [9] وزيادة تركيزه في السائل الدماغي النخاعي [10] قد استخدمت لعلاج اضطرابات القلق والاكتئاب لفترة طويلة.
دراسة موسعة لبحث العلاقة بين ال DNA والرهاب الاجتماعي
يرغب الباحثون في دراسة العلاقة بين الحمض النووي والرهاب الاجتماعي عن كثب على متطوعين يعانون من القلق «الرهاب» الاجتماعي. كما تقول ستيفاني رامباو Stefanie Rambau، استاذة علم النفس ومنسقة الدراسة في عيادات الطب النفسجسمي والعلاج النفسي في مستشفى جامعة بون. "