قصة ابنتي والتعليق الدراسي
ابنتي لم تعلم بتعليق الدراسة حيث كان عليها امتحان عملي نهائي يوم الإثنين الموافق 19 ربيع الثاني 1441 هـ فجلست مسرعة، واتجهت مع أخيها لمدرستها الثانوية بالقطيف، وكان ذلك عند الساعة السابعة صباحاً، وحيث أنني كنت مع أختها بنفس الوقت في المدرسة الابتدائية لتمتحن الامتحان الشفهي في مادة لغتي، فلم ألتفت لرسالة تعليق الدراسة بقروب الأمهات إلا عند الساعة الثامنة، وبعد أن تأكدتُ من تعليق الدراسة اتجهتُ مسرعةً إلى المدرسة الثانوية لكي آخذ ابنتي، لتصعقني مديرة المدرسة عندها بعدم وجود أي طالبة داخل المدرسة، فكررت لها بأن ابنتي بالمدرسة وأنا متأكدة وهي لا تعرف أحدا قريباً من المدرسة واستحالة بأن تخرج مع أي أحد، فسألت المديرة حارس المدرسة، وأكد لها بأن هناك فقط طالبة جاءت مع أمها، وخرجتا معاً عندما أخبرهم بتعليق الدراسة.
اتصلت على ابني فوراً حتى أتأكد من كلام الحارس، فأكد لي ابني بأن الحارس رآه عندما أوصل أخته ولم يخبرهم بتعليق الدراسة، والمديرة تقول بأن ابنتي لم تدخل المدرسة؛ لأن الحارس أكد لها بأنه لم يرها وهي من مسؤوليتنا في هذه الحالة وليس مسؤوليتها، إذا من المسؤول هنا!! هذا إهمال واضح ومتعمد أليس من المفترض من حارس المدرسة بأن يحرص على بناتنا!! أليس من واجبه بأن يخبر ابنتي بتعليق الدراسة!! ثلاثون دقيقة كاد قلبي بأن يقف والسبب إهمال المدرسة والحارس، المعلمات فتشنَ كل الفصول والحمامات ولا أثر لابنتي والمديرة ظلت تنادي باسمها في المايكروفون طول الوقت ولا أثر لها، احترتُ في أن أخرج لأبحث عنها في الشوارع فالاحتمال الأقوى بأنها عادت إلى البيت مشياً على الأقدام، المدرسة بعيدة جداً حيث تبعد ربع ساعة بالسيارة عن بيتنا، ولو كان مسموحاً بالجوال للطالبات لتمكنت حينها من التواصل مع ابنتي وعرفت مكانها.
بعد ثلاثين دقيقة اتصل ابني ليخبرني بأن أخته وصلت البيت، وأكد بأنها عادت مشياً ولوحدها، بعد ساعتين من المشي وصلت ابنتي ولله الحمد سالمة معافاة، وتؤكد ابنتي بأنها انتظرت عشر دقائق عند الباب، وأكدت بأن الحارس كان يعلم بوجودها، ولكنه داخل غرفته وغير مهتم، لم يكن بالمدرسة أي أحد من المعلمات لذلك لم تتمكن ابنتي من الاتصال علينا، وأكدت ابنتي بأن الحارس كان داخل غرفته، ولم يحرك ساكناً حيث من واجبه إعطاء ابنتي الهاتف، حتى تتصل بنا لأخذها أو أن يخبر إدارة المدرسة على الأقل بوجودها في المدرسة، ليس هدفي هنا التشهير في أحد ولا أريد أن أرفع شكوى ضد أحد ولكنني أتمنى من أي شخص مسؤول في مدارس بناتنا وأولادنا أن يكونوا أكثر حرصاً وإنسانية تجاه أبنائنا وبناتنا.