شعور الأمهات المصابات بالتوحد تجاه الرضاعة الطبيعية والدعم الذي تتلقاه - بحث جديد
بقلم إيمي غرانت وكاترين غريفيث من جامعة سوانسي، وكاثرين ويليامز من جامعة كارديف
9 نوفمبر 2023
المترجم: عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم 324 لسنة 2023
How autistic parents feel about breastfeeding and the support they receive - new research
Aimee Grant، Catrin Griffiths، Swanse university، and Kathryn Williams، Cardiff University
November 9,2023
من المثير للدهشة أنه لا يُعرف إلَّا القليل عن التوحد والرضاعة الطبيعية حتى الآن. قبل بضع سنوات، قمنا بمراجعة جميع الأدلة التي توصلت إليها الأبحاث [1] . ووجدنا معلومات محدودة حول وتجارب الرضاعة الطبيعية عند الأمهات المصابات بالتوحد - بالإضافة إلى تسليطها الضوء على أن الاختلافات الحسية [2] . عند الرضاعة الطبيعية يمكن أن تمثل صعوبة بالغة بالنسبة لهن. لقد وجدنا أيضًا أن التواصل من قبل المتخصصين في مجال الصحة لا يلبي دائمًا احتياجات الأمهات المصابات بالتوحد [3 - 6]..
لذلك، في دراستنا [7] . التي نشرت حديثًا، سألنا 152 أمًا مصابة بالتوحد من جميع أنحاء المملكة المتحدة عن تجاربهن فيما يتعلق بالرضاعة الطبيعية والرضاعة باستخدام مسحوق الحليب الفورملا بعد اذابته في الماء في زجاجة [8] .]. وكان لدى نحو 87% من اللاتي أرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية دافع قوي لمواصلة الرضاعة الطبيعية حتى لو واجهن صعوبات، على الرغم من أن 54% فقط من جميع الأمهات اللاتي أجرينا معهن مقابلات استخدمن أي مسحوق حليب. ما وجدناه من هذه المقابلات أن معدل استخدام مسحوق الحليب أقل بكثير مما نشهده عادةً في المملكة المتحدة، حيث بعض ما يتغذى عليه 88% من الأطفال كان من مسحوق الحليب خلال الأشهر الستة الأولى بعد الولادة [9] .
ما يقرب من نصف المشاركات في الاستطلاع وجدت أن الرضاعة الطبيعية كانت تجربةً إيجابيةً أو ممتعة في معظم الأوقات أو في كل الأوقات. وشمل ذلك تجربة الشعور بالتعلق الشديد بأطفالهن والاستمتاع بتعلم طرق الرضاعة الطبيعية.
ومع ذلك، وصفت العديد من الأمهات المصابات بالتوحد أنهن يعانين من صعوبات تتعلق باضطراب التكامل الحسي [والذي يعرف أيضًا بالحمل الحسي المفرط] [4,5]، حيث كانت المشكلات المتعلقة باللمس [بلمس الرضيع بشرة أمه] التي أفدنَ بها كانت الأكثر شيوعًا. وتراوحت بين الانزعاج وعدم الراحة الناجمين عن ملامسة ”أيدي الرضيع الصغيرة“ بشرة أمه إلى الألم الناجم عن الرضاعة وعض الرضيع حلمة ثدي أمه و”التقام“ الرضيع حلمة ثدي أمه.
حوالي 10% من المشاركات دائمًا كن يشفطن حليب الصدر بمضخة﴾أو بطريقة يدوية]. وهذه النسبة كانت أعلى مما توقعناها في مجموعة متوسطة الحجم من الأمهات، حيث أن شفط الحليب لكل رضعة يتم عادةً فقط عندما يولد الطفل خديجًا أو لو عادت الأمهات إلى ممارسة أعمالهن [10] . من ناحية أخرى، قد يكون الاحساس بلمس مضخات شفط حليب الصدر للبشرة أو صوت المضخة المزعج الذي يفوق تحمل بعض الأمهات اللاتي أجرينا معهن مقابلات.
الحس الداخلي [11]
يعرف معظم الناس الحواس الخمس الأساسية للإنسان: اللمس والبصر والسمع والشم والتذوق. ولكن لدينا أيضًا ثلاث حواس أخرى لا تقل أهمية عنها. يساعدنا الجهاز الدهليزي [12,13] في الحفاظ على توازننا وعلى الحركة والتنقل من مكان إلى آخر بشكل آمن؛ استقبال الحس العميق [14,15] يمكِّننا من معرفة كيف تتحرك عضلاتنا ومفاصلنا؛ ويخبرنا الحس الداخلي [11,16] بما يحدث داخل أجسامنا، مثل معدل ضربات القلب وعمليتي التنفس والهضم.
غالبًا ما يكون لدى المصابين بالتوحد تجارب حس داخلي [17] تختلف عن تلك لغير المصابين بالتوحد - مثل عدم معرفتهم أو عدم إحساسهم بالجوع أو بالعطش تمامًا أو بحاجتهم للذهاب إلى المرحاض.
فيما يتعلق بالرضاعة الطبيعية، أفادتنا 41% من المشاركات اللاتي أرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية أن تجارب احساسهن الداخلي فيما يتعلق بمنعكس إدرار الحليب [18] «منعكس ادرار الحليب هو استجابة جسم الأم المسببة لتدفق حليب الصدر» كانت غير مريحة أو مؤلمة دائمًا أو في معظم الأوقات. وكان ضمن ذلك الاحساس الداخلي الشعور ”بالخوف“ أو الشعور وكأن منعكس الادرار غريب بطريقة ما.
استراتيجيات التكيف
سواء أكانت أمهاتنا يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية أم يرضعنهم مسحوق حليب الفورملا، فإن وتيرة تغذية الأطفال بالحليب يمكن أن تكون متعبة لا يتحملنها - وهي مشكلة معروفة بين عامة الأمهات أيضًا [19] . ومع ذلك، بالنسبة للأمهات المصابات بالتوحد، فإن تبني استراتيجيات تساعدهن على أن يكن منظمات ومنضبطات تخلصهن من التوتر النفسي، كالتنزه مشيًا على الأقدام أو مشاهدة حلقة من برنامج تلفزيوني مفضل لديهن، يمكن أن ترتبك بسبب الروتين المزدحم بوظيفة تربيتهن لأطفالهن الرضع.
لقد قامت الأمهات المشاركات في دراستنا بإشغال أنفسهن بحل الكثير من المسائل للحد من صعوبات ما يعانين من اضطراب التكامل الحسي حال قيامهن بإرضاع أطفالهن. وشمل ذلك تكييف ملابسهن لتتلاءم مع حالتهن [ومنها الحد من شدة الاحتكاك بالبشرة] وإلهاء أنفسهن أثناء الرضاعة وذلك بإشغال أنفسهن بمطالعة هواتفهن المحمولة، على سبيل المثال، [حتى يتغلبن على صعوبات اضطراب التكامل الحسي].
هناك أدلة على أن التعلق الشديد [الذي ينشأ بين الطفل وأمه [20] ] لا يتأثر سلبًا باستخدام الهواتف الذكية عند الرضاعة الطبيعية في عموم العينة التي خضعت للدراسة [21] . لذا، ينبغي تشجيع الأمهات اللاتي يجدن الرضاعة الطبيعية صعبة ولكنهن يرغبن في الاستمرار فيها على استخدام هذه الأنواع من الإلهاءات
على الرغم من أن 76% من أمهاتنا تلقين شكلاً من أشكال الدعم والتشجيع على الرضاعة الطبيعية، إلا أن ما يقرب من ثلاثة أرباعهن «71%» ما زلن يشعرن بعدم الدعم الكافي. المشكلات التي واجهنها شملت عدم توفر الدعم الكافي للرضاعة الطبيعية، والمعلومات المستقاة من المتخصصين في مجال الصحة كانت معلومات غير متسقة، بل متضاربة - وهي مخاوف وجدناها أيضًا في روايات الأمهات غير المصابات بالتوحد [22] .
ويبدو أيضًا أن أولئك الذين يدعمون ارضاع الطفل رضاعة طبيعية، مثل القابلات والاخصائيين الصحيين الذين يقومون بزيارات ميدانية للمرضى في بيوتهم [23] ، لم يكن لديهم فهم جيد لطريقة تواصل المصابات بالتوحد وما تواجه من صعوبات في تواصلهن. على سبيل المثال، شعرت بعض الأمهات أنه لم يُستمع إليهن أو أنه لم يُعتنى بمخاوفهن. علاوة على ذلك، شعرت بعض الأمهات أن الموظفين لا يبدو أنهم يفهموا الاختلافات الحسية [2] المعينة والحس الداخلي [11] التي يمكن أن تؤثر في المصابات بالتوحد أثناء الرضاعة الطبيعية.
المجال متسع للتحسن
بشكل عام، تشير دراستنا إلى أن هناك حاجة إلى فهم أفضل للتوحد بين أولئك الذين يقدمون دعمًا للرضاعة الطبيعية. ويهدف البرنامج الوطني للتدريب على التوحد [24] ، والذي تم تطويره وتقديمه من قبل مصابات «مصابين» بالتوحد، لتحسين هذا الوضع في جميع أنحاء إنجلترا. ومن الناحية المثالية، ينبغي تنفيذ برامج مماثلة.
فرصة التحسن الثانية هي أن تكون الأمهات المصابات بالتوحد وأزواجهن والآخرون الذين يدعمونهم على دراية بمشكلات الرضاعة الطبيعية المحتملة قبل وقوعها، حتى يتمكنوا من الاستعداد لها بشكل أفضل. مشروعنا يمتلك مجموعة من مقاطع الفيديو [25] المصممة من قبل متخصصين في مجال الصحة ومن قبل أمهات مصابات بالتوحد، للمساعدة على توفير هذه المعلومات بطريقة ملائمة للمصابات بالتوحد.