آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

الأعلى بلبلة في المجالس

مفيدة أحمد اللويف *

إن الموضوع الذي دائما يثير الجدل في المجالس، ويحدث بلبلة وأيضا نراه منتشرا بشكل واسع هو التكلم في مسألتين أحدهما إنفاق الزوج على زوجته والمسألة الثانية هي أسباب تعدد الزوجات، وسأطرح لكم ما قيل في النفقة من أحد شيوخنا الأفاضل، وسأذكر لكم بعد ذلك تعليقي على أحد أسباب التعدد الحاصل في مجتمعنا.

نفقة الزوجة الموظفة دين على زوجها

كثيرا منا يتساءل هل يجب على الزوج الإنفاق على زوجته الموظفة؟

قال تعالى في الإنفاق: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا [الطلاق: آية 7].

وقال سبحانه: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ [النساء: آية 34].

انتشر مقطع فيديو سريعا في الواتساب لسماحة السيد منير الخباز حفظه الله يوضح وجوب نفقة الزوج على زوجته، وإن كانت موظفة أو كانت تملك من المال ما يفوق زوجها، وكما قال السيد سترى الزوج يحمل زوجته الموظفة نفقات الأولاد وبنزين السيارة وتكاليف الغذاء في المطعم، وأوضح في المقطع المتداول أن نفقة الزوجة دين في ذمة الزوج، حتى لو كانت الزوجة مليارديرة وزوجها موظفا عاديا، ولا يجوز للزوج أن يأخذ فلسا واحدا من أموال زوجته دون عطاء منها وبمبادرتها، وأضاف أن في زمننا هذا يخدع الزوج زوجته بقوله إن الحب المشترك يقتضي أن نشترك في بناء البيت ونفقة الأولاد، ولو تعلم تلك الزوجة بذلك الحب المشترك لما دخلت فيه.

وقال السيد «حفظه الله»: النتيجة أن أموال الزوجة لا تنال فالمال كله على الزوج حيث يجب على الزوج أن يهيئ لزوجته المسكن والملبس والزينة بأمواله وكذلك الغذاء والشراب فالحكم لا يتغير نفقة الزوجة دين على زوجها.

ثقافة القطيع ربما تكون السبب في مسألة تعدد الزوجات

سلوك القطيع أو Herd behavior وهو المصطلح الذي يطلق على سلوكيات الأشخاص في المجموعة وهم الذين يقومون بالتصرف بسلوك المجموعة التي ينتمون لها دون أن يفكروا أو يخططوا، فبالرغم من انتشار التعليم وتطور الفرد ثقافيا، إلا أن بعض الأفراد في مجتمعنا قد اتبعوا ثقافة القطيع حيث سلموا عقولهم للآخرين ليفكروا عنهم ويقودونهم، فالمطلوب من هذه الأفراد أن يسلموا ويطيعوا لينالوا الرضى بعيدا عن فطرتهم وآدميتهم، وفي اعتقادي توجه بعض الأزواج للتعدد في مجتمعنا تسلك نفس الثقافة، فإن سألت أحدهم عن السبب لم تجد لديه إجابة واضحة! فنرى أغلب الأزواج يُحرِّضون غيرهم على التعدد، فيتصرف البعض بأنانية دون النظر إلى الأضرار التي قد تلحق بعوائلهم، ونرى البعض منهم قد يتهجم على الزوجة الأولى بأنها هي السبب الأساسي في توجه الزوج للزواج بأخرى، فيتهمونها بإهمالها لزوجها أو سوء معاملتها له، وربما يكون السبب الأساسي للتعدد هو ثقافة القطيع التي سينجرف لها أي زوج ذي التفكير السطحي حيث بغض النظر عن المستوى التعليمي الذي وصل له الشخص، فإنه يظل أسيرا لتلك الثقافة، أيضا يعتقد البعض بأن زواجه بأخرى سينهي كل المشاكل التي تمر عليه في زواجه الأول أو ربما يكون عنده الفضول فقط لتجربة ذلك كما فعل غيره من مجموعته، في الواقع حتى لو الرجل كان متزوجا من أفضل امرأة، وزرع في عقله فكرة أنه سيتزوج بأخرى، فسيأخذ غيرها حتما وبدون أي سبب مقنع، إن ثقافة القطيع أثرت بشكل كبير على أغلب الأفراد، فكل من جرب التعدد سيحرض أقرانه من الأزواج على اللجوء للتعدد وسيؤكد له بأن ذلك الخلاص الوحيد من كل مشاكله، أو يوهم غيره بأن زواجه بثانية سيجعله ملكا، وفي الواقع قد يحدث العكس. نصيحة للجميع، فلنرتقي بمجتمعنا، ويجب علينا كأشخاص واعيين أن لا نفقد هويتنا فالمعروف بأن الأشخاص الذين عارضوا المجموعة التي ينتمون إليها هم الذين استطاعوا التغيير عبر تاريخ الإنسانية فبقدرتهم على التفكير العقلاني والتخطيط المنطقي قد احتفظوا بهويتهم الخاصة والمتميزة، فأصبحوا بذلك قادرين على توجيه الناس وقيادتهم لتحقيق أهدافهم مهما كانت الظروف، خلاصة الموضوع لكل زوج ظروفه الخاصة التي تختلف عن غيره، ولا بد من أن يقرر بنفسه إن كان التعدد مناسباً لحياته فلربما التعدد سيدمر حياته بدلا من أن يصلحها.