كذَّاب مع مرتبة الشرف
قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ﴾ [غافر: آية 28]
كذب الزوج على زوجته وخرج من بيته فاكتشفت الزوجة بعدها صدفةً بأنه كاذب، ثم اتصلت الزوجة بزوجها واعترف لها بكذبه وبدون شعوره بالندم ومن المؤسف بأن يستمر ذلك الزوج بالكذب مراراً وتكراراً فيدمن الكذب!
يبرر الزوج الكذاب بأنه مضطر للكذب أحياناً؛ لأن زوجته لا تعطيه الفرصة للتفاهم، وتتعبه جدا في بعض المواقف ولا يعرف كيف يقنعها برأيه، فيريح نفسه بالكذب، الهروب من الضغط والمشاكل هو أحد الأسباب الرئيسية التي قد تجعل الزوج يكذب على زوجته فباعتقاده أن هذا هو الحل الأنسب لراحة باله، وحتى يصبح سعيداً فإنه سيكذب حتى يتخلص من خلافاته مع زوجته بسهول، حبل الكذب قصير كما يقال عنه، وسينكشف الزوج عاجلاً أم آجلاً، وفي كل الأحوال سيتعرض هذا الزوج للمساءلة من الزوجة سواء كان صادقاً أم كاذباً، فهذه هي طبيعة العلاقة الزوجية ولا يوجد أي مبرر للاستمرار في الكذب، إن الكذب فعل محرم وقبيح جداً وغير مرغوب فيه وبالأخص في الحياة الزوجية فهو يدل على ضعف شخصية الزوج وعدم ثقته بنفسه حيث يخاف الزوج بأن يواجه زوجته في بعض المواقف أو ليس له القدرة على تحمل أخطائه أمام زوجته.
ومن آثار الكذب الوخيمة هي انعدام الثقة وسقوط الكرامة وعدم تصديق الزوج الكذاب وإن كان صادقاً، مع الوقت سوف تنعدم الثقة بين الزوج وزوجته بدلاً من أن تتوطد علاقتهما بالصدق والثقة فتراه الزوجة بعد العشرة الطويلة بأنه رجل مخادع ولا أمان فيه وهذا سوف يؤدي إلى المزيد من المشاكل بدلاً من السعادة المطلوبة، أيضاً سيعيش الزوج في قلق وتوتُّر وشك مستمر في حياته بأن ينكشف في أي لحظة أمام زوجته، وقد يؤدي الكذب إلى الكراهية المستمرة بين الزوجين، والتي قد تتحول بالنهاية إلى عداوة بدلاً من المحبة، أيضاً زوال الخير والبركة من حياة الزوجين قد ينتج بسبب الاستمرار في الكذب، وربما يؤدي إلى خسارة الزوجة في النهاية وانفصال الزوجين.
البعض سيعلق بأن هذا المقال ممل ومتكرر ولا فائدة منه ومتأكدة بأن الأغلبية لن يُعجب به بالرغم من أن هذا الموضوع مهم جداً وواقعاً الكثير من الزوجات يعانين من تمرس أزواجهن بالكذب ونجاحهم فيه مع مرتبة الشرف فالكذب هو سبب من الأسباب المهمة الذي قد يكدر صفو العلاقة الزوجية وربما قد تفشل وبترك تلك الصفة القبيحة ستنجح العلاقة الزوجية حيث ستبنى على الصدق والثقة بعدها.
